يشهد موسم الزيتون في محافظة طرطوس هذا العام وضعاً غير مبشر، حيث وصفه العديد من الفلاحين بأنه من بين الأسوأ منذ سنوات. وأكدوا أن الجفاف الذي حلّ هذا العام لم يسمح للأشجار بالارتواء بشكل كاف، وتزامن ذلك مع ارتفاع مبكر في درجات الحرارة، مما أدى إلى فقدان الأشجار لأزهارها، وبالتالي عدم إثمارها.
وفي تصريح لـ"الوطن"، أشار الفلاحون إلى أن هذا الأمر سينعكس على قلة الإنتاج وارتفاع أسعار الزيتون والزيت في المحافظة. وأوضح الفلاح سلمان حسين، الذي يمتلك أربعة أراضٍ مزروعة بالزيتون، أنه سيضطر هذا العام لشراء حاجته من الزيتون، لأن أراضيه خالية تماماً من الثمار. ولفت إلى أن الأشجار سليمة من الأمراض، إلا أن الجفاف حال دون إثمارها.
من جهته، أشار المزارع ثائر مجد من صافيتا إلى أن مرض فطر عين الطاووس قد قضى على العديد من أشجار الزيتون في منطقته، وتسبب في عدم إثمارها، على الرغم من الاعتناء بها وتسميدها وتقليمها.
بدوره، أكد مدير زراعة طرطوس حسن حمادة أن المحافظة تحتل المرتبة الرابعة على مستوى القطر في زراعة الزيتون، وتبلغ المساحة المزروعة بالزيتون حوالي 75 ألف هكتار، وتضم نحو 11 مليون شجرة، منها حوالي 10 ملايين شجرة مثمرة، وتقدر إنتاجية هذا الموسم بحوالي 25554 طن من ثمار الزيتون.
وأوضح حمادة أن سبب تراجع الإنتاج هذا العام يعود إلى عدم حصول شجرة الزيتون على احتياجاتها من ساعات البرودة، حيث تحتاج شجرة الزيتون من 450 إلى 600 ساعة برد أقل من درجة 7 مئوية، بالإضافة إلى مشكلة الأمراض التي تؤثر في الإنتاج كمرض فطر تبقع عين الطاووس.
ورداً على سؤال حول رغبة بعض الفلاحين بالتوجه نحو زراعة الزيتون القزمي كحل لإنتاج أفضل وبوقت أقصر، أكد حمادة أن المديرية لا تنصح بزراعته وتمنع زراعته والاتجار به، لأنه غير ملائم للبيئة المحلية، مشيراً إلى أن الأصناف الملائمة والمنصوح بزراعتها والمتحملة للأمراض هما صنفا السكري والعيروني.
طرطوس _ ربا أحمد