الفحم يتحدى التعهدات المناخية: الاستهلاك العالمي يسجل رقماً قياسياً جديداً بقيادة الصين والولايات المتحدة


أكدت الوكالة الدولية للطاقة أن الاستهلاك العالمي للفحم سيسجل مع نهاية العام الجاري مستوى قياسياً جديداً، وذلك في ظل استمرار العديد من الدول الصناعية في استخدامه رغم الوعود والالتزامات بخفض الاعتماد على مصادر الطاقة الأحفورية.
ونقلت وكالة فرانس برس عن الوكالة قولها في تقريرها السنوي إن الطلب العالمي على الفحم، الذي يُعد المساهم الرئيسي في انبعاثات ثاني أكسيد الكربون الناجمة عن الأنشطة البشرية، من المتوقع أن يسجل ارتفاعاً بنحو 0.5% في العام الجاري مقارنة بعام 2024 (الذي كان بدوره عاماً قياسياً)، ليصل الإجمالي إلى 8.85 مليارات طن.
وأوضحت الوكالة أن الصين ما تزال الدولة الأكثر استهلاكاً للفحم، حيث تبلغ حصتها وحدها 56% من الطلب العالمي، وذلك رغم تعويلها الواسع على الطاقة الشمسية وطاقة الرياح. في المقابل، تراجع حجم طلب الهند للمرة الثالثة في 50 عاماً، بعد أن كانت المساهم الأكبر في نمو السوق.
وبحسب التقرير، سُجّل اتجاه معاكس في الولايات المتحدة، حيث ساهم ارتفاع أسعار الغاز، وسياسات إدارة الرئيس دونالد ترامب المؤيدة للإبقاء على مصادر الطاقة الأحفورية، والتي تبطئ إغلاق محطات الفحم، في تعزيز استهلاك الفحم الآخذ في التراجع منذ 15 عاماً. وقد أسهمت الولايات المتحدة وحدها بـ37 مليون طن في الزيادة الإجمالية العالمية البالغة 40 مليون طن خلال عام واحد.
وفي الاتحاد الأوروبي، لم يتراجع الطلب على الفحم سوى بنسبة 3%، بعد متوسط انخفاض بلغ 18% عامَي 2023 و2024، ويعود هذا التباطؤ خصوصاً إلى ضعف إنتاج الطاقة الكهرومائية وطاقة الرياح في النصف الأول من العام.
وأشار التقرير إلى أن هذا الاستهلاك يُفترَض أن يتراجع قليلاً بحلول 2030، وأن يعود إلى المستوى الذي كان عليه عام 2023، بفعل منافسة متزايدة من مصادر أخرى للكهرباء، كالطاقة النووية والغاز الطبيعي المسال.
يذكر أن هيئة تغير المناخ الأممية أكدت مرات عدة أن تحقيق الأهداف المناخية العالمية يتطلّب خفّض استهلاك الفحم على الصعيد العالمي بنسبة 67% بنهاية العقد الجاري، و95% بحلول عام 2050.
اقتصاد وأعمال
اقتصاد وأعمال
اقتصاد وأعمال
اقتصاد وأعمال