أكد الشيخ مضر حماد الأسعد، رئيس المجلس الأعلى للقبائل والعشائر السورية، أن خروج العائلات من مدينة السويداء ليس تهجيراً، بل نزوح مؤقت نتيجة للأحداث الأخيرة.
وفي تصريح لـ«الشرق الأوسط»، أوضح الأسعد أن المنازل التي كانت تقطنها العائلات في أحياء السويداء تعرضت للتدمير والحرق والتعفيش، إضافة إلى تقطيع أوصال الأحياء والشوارع. وأشار إلى أن هذه الأحداث تهدف أيضاً إلى تسهيل انتشار الجيش والأمن في كامل المدينة والقرى والبلدات التابعة لها.
وذكر أنه سيتم إعادة تأهيل المنازل تمهيداً لعودة النازحين إليها، مع توفير الأمن والاستقرار من خلال انتشار الجيش والأمن الداخلي في السويداء والمحافظة.
وكانت عملية إجلاء عوائل البدو المحتجزة في السويداء قد بدأت صباح الاثنين، بعد جهود بذلتها وزارة الداخلية السورية للتوصل إلى اتفاق يقضي بإخراج جميع المدنيين الراغبين في مغادرة المحافظة بسبب الظروف الراهنة، لحين تأمينهم وضمان عودتهم الآمنة، وفقاً لما ذكرته وكالة «سانا» الرسمية.
وحذر الأسعد من «الذباب الإلكتروني» الذي ينشر الفتن ويزعم أن ما يجري هو تهجير للعرب من محافظة السويداء، مؤكداً أن هذا غير صحيح. وأضاف أن الهدف من هذه الإشاعات هو استمرار المشكلة بين الحكومة وميليشيات الشيخ حكمت الهجري مع أبناء العشائر العربية، بهدف بث الفوضى وزعزعة الاستقرار في المنطقة.
واعتبر الشيخ مضر حماد الأسعد أن هناك جهات مستفيدة من الوضع الحالي، مثل فلول نظام الأسد و(حزب العمال الكردستاني) وتجار السلاح والمخدرات، وكذلك الشيخ حكمت الهجري الذي يرى مصلحته في استمرار الوضع الراهن ليكون الرجل الأول في السويداء، وصولاً إلى إنشاء (كانتون) يدار من قبله وميليشياته.
وأوضح الأسعد أن من يتم إخراجهم هم في الغالب من النساء والأطفال، إضافة إلى عدد كبير من عائلات العشائر العربية التي تقطن في ريف السويداء وتعمل في الزراعة والتجارة، والذين هربوا في السنوات الماضية من نظام بشار الأسد، وأغلبهم من أبناء المحافظات السورية الأخرى.
وأكد الأسعد أن الانسحاب من السويداء ليس رضوخاً للهجري، مشدداً على أنه لولا البيان الصادر عن رئاسة الجمهورية الذي يطالبهم بمغادرة السويداء، لكانت السيطرة المطلقة اليوم لأبناء القبائل والعشائر في المحافظة. وأكد أنهم لن يسمحوا للهجري بتقسيم سوريا حتى لو كان مدعوماً من إسرائيل، خاصة وأن القبائل تلقت الدعم من شيوخ عقل في الطائفة الدرزية ومن أغلبية القيادات الاجتماعية والسياسية في السويداء لإيقاف الهجري عن مشروعه التدميري.
يذكر أن العشائر العربية تقطن في محافظة السويداء منذ ما قبل الإسلام، ويشكلون نسبة 30 في المائة من سكان المحافظة، بينما يشكل السريان المسيحيين أكثر من 10 في المائة، والباقي هم من الدروز الذين سكنوا المنطقة في القرن الحادي عشر.
وأشار الأسعد إلى أن عدد أبناء العشائر الذين لبُّوا الفزعة للقضاء على الفتنة في السويداء يتجاوز الـ150 ألف شاب.
وذكر أن المشروع الصهيوني يتمثل بإقامة ما يسمى «ممر داود» بمحاذاة الحدود الأردنية والعراقية وصولاً إلى نهر الفرات، ومن ثم منطقة الجزيرة، لافتاً إلى أنه وحتى الآن تم إفشال هذا المشروع الذي يهدف إلى إضعاف سوريا وتقسيمها إلى دويلات.
وشدد الأسعد على أن العشائر العربية ليس لديها طموح في أن تكون بديلاً عن الحكومة السورية وعن الأمن العام والجيش العربي السوري، وأنها مؤمنة بأن القيادة السورية تستطيع أن تسير بالبلاد نحو الأمن والأمان والاستقرار، ولكن التحديات التي تواجه البلاد جعلتها تنتفض دفاعاً عن مكتسبات الثورة السورية، وهي مكملة وداعمة للقيادة السورية في المجالات كافة.
واعتبر أن دخول الأمن والجيش السوري إلى السويداء يعني إنهاءً للمشكلة، معرباً عن أمله في أن «تنزع الحكومة السورية السلاح الموجود سواء عند الدروز أو العشائر وكل أبناء الشعب السوري، وتحصره بيد الجيش والقوى الأمنية فقط».
وأكد أن القبائل والعشائر السورية تسعى إلى نشر المحبة والسلام بين أبناء الشعب السوري والعمل على فض النزاعات وتعزيز السلم الأهلي والمجتمعي ووأد الفتن، وأن تكون يداً واحدة مع كل مكونات الشعب السوري.