إن ما حدث للمواطن منير الرجمة "أبو وئام" في السويداء ليس مجرد حادثة قتل عابرة، بل هو بمثابة ناقوس خطر ينذر بعواقب وخيمة إذا استمر تجاهل الأمور والتزام الصمت. فأن يتعرض إنسان للمساءلة عن دينه ومذهبه تحت تهديد السلاح، ثم يُقتل بدم بارد على يد مجموعة مجرمة وأمام عدسات التصوير، هو أمر غير مقبول على الإطلاق. إنها جريمة مضاعفة: اعتداء على إنسانية الفرد، واعتداء على المجتمع بأكمله.
لقد ظهر وجه أحد الجناة بوضوح في الفيديو، الأمر الذي يسهل تعقبه وتقديمه للعدالة، إذا ما توفرت الإرادة اللازمة. هذه الجريمة البشعة، بالإضافة إلى حادثة إلقاء ثلاثة شبان من شرفة أحد المباني، تضعنا جميعًا أمام منعطف خطير: إما أن نتحرك بشكل فوري وحاسم، أو أن نفقد ما تبقى لدينا من قيم ومبادئ إنسانية.
هذا التحذير ليس من باب التهويل أو المبالغة، بل هو قراءة واقعية لما قد يحدث في المستقبل إذا لم يتم فرض سلطة الدولة وسيادة القانون: المزيد من الجرائم، والمزيد من الانفلات الأمني، وإراقة الدماء بلا حساب.
وفي الوقت الذي ندين فيه هذه الجريمة الشنيعة، فإننا ندين أيضًا ممارسات ميليشيات الهجري، التي تسعى من خلال التحريض الطائفي إلى إشعال الفتنة بين أبناء الوطن الواحد. إن التغاضي عن هذه الخطابات والممارسات يهدد بتقويض الاستقرار، ويدفع باتجاه صراع أهلي مدمر.
السكوت ليس موقفًا محايدًا، بل هو تواطؤ صامت. والتقاعس عن مواجهة الجريمة هو تمهيد لجريمة أكبر.
علاء خليل - زمان الوصل