الأربعاء, 23 يوليو 2025 10:31 PM

الحكومة السورية تتعهد بمحاسبة المسؤولين عن الإعدامات الميدانية في السويداء وسط تصاعد التوتر

الحكومة السورية تتعهد بمحاسبة المسؤولين عن الإعدامات الميدانية في السويداء وسط تصاعد التوتر

أعلنت وزارتا الداخلية والدفاع في سوريا عن عزمهما محاسبة المسؤولين عن عمليات الإعدام الميدانية التي شهدتها محافظة السويداء مؤخرًا، وذلك على خلفية الأحداث العنيفة التي شهدتها المحافظة.

وأدانت وزارة الداخلية، في بيان صدر عنها اليوم الثلاثاء الموافق 22 من تموز، المقاطع المصورة المتداولة التي توثق عمليات إعدام ميدانية نفذها أشخاص وصفتهم بـ "مجهولي الهوية". واعتبرت الوزارة أن هذه الأفعال "جرائم خطيرة يُعاقب عليها القانون أشد العقوبات". وأكدت أن الجهات المختصة بدأت تحقيقًا عاجلًا لتحديد هوية المتورطين في عمليات الإعدام، والعمل على ملاحقتهم والقبض عليهم.

من جهتها، أفادت وزارة الدفاع بأنها تتابع التقارير المتعلقة بانتهاكات "صادمة وجسيمة" ارتكبتها مجموعة غير معروفة ترتدي الزي العسكري. وأضافت أنها شكلت لجنة لمتابعة الانتهاكات التي وقعت في السويداء، والتحقيق في تبعية وخلفية الأفراد المتورطين فيها. وأشارت الوزارة إلى أنها أصدرت تعليمات بمنع دخول أي تشكيلات تابعة لها إلى منطقة العمليات العسكرية.

وتعهدت الوزارة باتخاذ "أقصى العقوبات" بحق الأفراد الذين ارتكبوا الانتهاكات في مدينة السويداء، بعد التعرف عليهم، حتى لو كانوا منتسبين إلى تشكيلات الدفاع، وذلك بمتابعة مباشرة من الوزير، مرهف أبو قصرة.

وانتشرت مقاطع مصورة تداولها ناشطون، تظهر عمليات إعدام ميدانية بحق أشخاص لا يحملون أسلحة، من قبل أشخاص يشتبه بانتمائهم للمؤسسة العسكرية، أو لجهاز الأمن الداخلي.

تعود جذور الأحداث الدامية في السويداء إلى عمليات اختطاف متبادلة بين فصائل محلية موالية للرئيس الروحي للطائفة الدرزية، حكمت الهجري، وعشائر من البدو. وفي 14 من تموز الحالي، تدخلت قوات من وزارتي الداخلية والدفاع لفض النزاع الدائر، إلا أنها واجهت مقاومة من الفصائل بعد ورود أنباء عن انتهاكات من قبل القوات الحكومية. وتدخلت إسرائيل على خط الصراع، ما أدى إلى انسحاب القوات الحكومية وتسليم الملف الأمني للفصائل المحلية، والتي ارتكبت أيضًا انتهاكات بحق عوائل من البدو.

أثارت انتهاكات الفصائل غضبًا في الوسط العشائري السوري، مما استدعى استقدام "فزعات" من المحافظات السورية الأخرى. وتشهد المحافظة حاليًا حالة من الهدوء الحذر، بعد اتفاق لوقف إطلاق النار، تخلله بعض الخروقات المحدودة، وانسحاب بعض أرتال العشائر، وإخراج عوائل البدو المحتجزة في السويداء على دفعات.

ووثّقت "الشبكة السورية لحقوق الإنسان" مقتل ما لا يقل عن 558 شخصًا وإصابة أكثر من 783 آخرين، بجروح متفاوتة الخطورة، في محافظة السويداء جنوبي سوريا، بين 13 و21 من تموز الحالي.

مشاركة المقال: