الأحد, 27 يوليو 2025 10:16 AM

جامعة دمشق وصندوق الأمم المتحدة للسكان يناقشان تحديات صحة المسنين في يوم علمي

جامعة دمشق وصندوق الأمم المتحدة للسكان يناقشان تحديات صحة المسنين في يوم علمي

نظمت كلية العلوم الصحية بجامعة دمشق بالتعاون مع صندوق الأمم المتحدة للسكان يوماً علمياً بعنوان "نوب السقوط عند المسنين- دور الفريق المتعدد الاختصاصات". شهد اليوم العلمي، الذي أقيم في رحاب جامعة دمشق، مشاركة واسعة من المحاضرين والاختصاصيين من مختلف المجالات، حيث تم التركيز على قضية نوبات السقوط المفاجئ التي تواجه كبار السن، والتي تُعد من أبرز التحديات الصحية في ظل تزايد أعداد المسنين. هدف اليوم العلمي إلى رفع الوعي بهذه القضية وتعزيز ثقافة الفريق متعدد التخصصات، مع تناول الموضوع من زوايا مختلفة تبرز أهمية التعاون بين التخصصات الطبية لتقديم الرعاية الصحية المناسبة لهذه الفئة العمرية.

وزير التعليم: الاهتمام بكبار السن أمانة أخلاقية

أكد وزير التعليم العالي والبحث العلمي في سوريا الدكتور مروان الحلبي، في كلمته الافتتاحية، على أهمية الرعاية الصحية للوقاية من السقوط عند المسنين، مشيراً إلى أن الشيخوخة مرحلة تستحق الاحترام والرعاية وليست مرضاً. وأوضح أن الاهتمام بصحة كبار السن هو أمانة أخلاقية تعكس تطور المجتمعات، وأن مخاطر السقوط تمثل تحديات طبية ونفسية واجتماعية تتطلب نهجاً متعدد التخصصات. كما شدد على ضرورة اعتماد نهج الفريق المتكامل في الطب الحديث، مؤكداً أن وزارة التعليم العالي تولي الأنشطة العلمية المتخصصة أولوية قصوى لتأثيرها المباشر على تطوير المناهج الطبية وتعزيز كفاءة الكوادر.

رئيس جامعة دمشق: ندعم القضايا الصحية الوطنية

من جانبه، أكد رئيس جامعة دمشق الدكتور مصطفى صائم الدهر أن الرعاية الصحية للمسنين ليست مجرد التزام طبي بل واجب أخلاقي يتماشى مع تقاليدنا. وأشار إلى أهمية تنوع الخبرات من كليات الطب والصيدلة والعلوم الصحية لإثراء النقاش وتعزيز التعاون. كما أكد التزام الجامعة بالتعليم الطبي والبحث العلمي، مشيراً إلى أن كلية الطب كانت من أوائل الكليات في المنطقة، وأن كلية العلوم الصحية انضمت إليها حديثاً باختصاصات نوعية وعصرية مرتبطة بسوق العمل. وأضاف أن الجامعة تدعم القضايا الصحية الوطنية من خلال البحث العلمي والخدمات الطبية المتنوعة التي تقدمها مشافيها.

صندوق الأمم المتحدة للسكان: تقديم أفضل الخدمات

أوضحت ممثلة صندوق الأمم المتحدة للسكان مورييل مافيكو الدور الحيوي لجامعة دمشق في مواجهة القضايا الاجتماعية ورعاية كبار السن، مشيرة إلى أن هذه المهمة تمثل قضية أخلاقية ومهنية تتطلب البحث والنقاش. وأكدت أهمية الانتباه للمخاطر والأمراض التي يتعرض لها كبار السن، وضرورة التخطيط الجيد واستخدام الموارد المتاحة بفعالية، مع التركيز على تعزيز التعاون بين القطاعات المختلفة، وضمان تمثيل كبار السن في برامج الحماية المجتمعية، وتقديم الخدمات لهم بكرامة واحترام. وأكدت التزام الصندوق بتقديم الدعم والجاهزية، وخاصة في مجال البيانات، لضمان تقديم أفضل الخدمات لكبار السن.

عميد كلية العلوم الصحية: الحاجة إلى نهج تشاركي شامل

أوضح عميد كلية العلوم الصحية الدكتور سامر محسن أن نوبات السقوط لدى المسنين تمثل تحدياً صحياً متنامياً مع تزايد أعداد كبار السن، ومع تعقيد عوامل الخطورة وتداخل أبعادها الجسدية والنفسية والبيئية، ما يبرز الحاجة الملحة إلى نهج تشاركي شامل يتكامل فيه الطب والتمريض مع العلوم الصحية بشتى اختصاصاتها. كما شدد على ضرورة إصدار التوصيف الوظيفي لخريجي العلوم الصحية ولحظ شواغر توظيفية ضمن المنظومة الصحية، مؤكداً أن هذا اليوم العلمي يعكس التزام جامعة دمشق وصندوق الأمم المتحدة للسكان بتحسين جودة الحياة لكبار السن، ويؤكد أهمية العمل الجماعي والتعاون بين مختلف التخصصات لتحقيق هذا الهدف النبيل.

الجلسة الأولى من اليوم العلمي

في الجلسة الأولى، تم تسليط الضوء على اختصاصات طب الأسرة والمجتمع، والجراحة العظمية، والأمراض العصبية، حيث تناول المحاضرون مواضيع حيوية تتعلق بمرحلة الشيخوخة، وتم استعراض دور الفريق متعدد الاختصاصات في الرعاية والتأهيل، إضافة إلى مناقشة كسور عنق الفخذ والفقرات، وأسبابها وطرق تدبيرها، وكذلك تناول الاضطرابات العصبية كعوامل مؤهبة للسقوط، والدوار وفقدان التوازن لدى المسنين، فضلاً عن الاضطرابات النفسية المرتبطة بنوبات السقوط.

الجلسة الثانية

ركزت الجلسة الثانية على اختصاصات التغذية والعلاج الوظيفي، والمداواة السريرية، والعلاج الفيزيائي، حيث تناولت أهمية التغذية والبيئة الآمنة للمسنين، وكيف يمكن للعلاج الوظيفي أن يسهم في كسر حلقة السقوط، كما ناقشت سوء إدارة الأدوية للأمراض المزمنة لدى كبار السن، ودور العلاج الفيزيائي في الوقاية والتأهيل، بدءاً من التقييم الحركي وصولاً إلى التدريب والتأهيل، إضافة إلى المستجدات في هشاشة العظام. واختتمت فعاليات اليوم العلمي بجلسة حوار تفاعلية حول دور القطاعات المختلفة في رعاية صحة المسنين، بمشاركة اختصاصيين وممثلين عن وزارة الصحة.

مشاركة المقال: