أثارت حادثة دهس طفل سوري يبلغ من العمر ثلاث سنوات في مدينة ماغديبورغ شمال ألمانيا، غضباً واستنكاراً واسعاً. حيث أقدم رجل ألماني يبلغ من العمر 61 عاماً على دهس الطفل بسيارته في موقف سيارات بشارع هانز-غرونديغ-شتراسه مساء الاثنين الماضي.
ووفقاً لشهود عيان، فإن الحادثة جاءت عقب مشادة كلامية بين الرجل وعدد من العائلات السورية في المنطقة. بدأ الخلاف عندما دخل السائق بسرعة مفرطة إلى موقف السيارات بمنطقة "كانينشتيغ"، مما دفع العائلات إلى تنبيهه ومطالبته بالقيادة بحذر. إلا أن الرجل رد بإهانات عنصرية، ثم استقل سيارته وصدم الطفل الذي كان يلهو بدراجته، مما تسبب له بجروح وخدوش طفيفة.
أفاد موقع MDR بأن الشرطة الألمانية فتحت تحقيقاً عاجلاً في الحادثة، وأوكلت القضية إلى قسم "حماية الدولة" المختص بالجرائم ذات الدوافع السياسية. ولا تستبعد الشرطة توجيه تهمة محاولة القتل العمد للرجل، خاصة في ظل وجود سوابق له في قضايا مرتبطة بأفكار يمينية متطرفة.
من جهتها، وصفت الجمعية الثقافية السورية الألمانية الحادث بأنه "اعتداء عنصري متعمد على الأطفال"، وطالبت بتحقيق شامل، محذرة من تصاعد العنف ضد المهاجرين في المدينة. وأكدت الشرطة أن ماغديبورغ شهدت في الفترة الأخيرة عدة اعتداءات بدوافع عنصرية، بما في ذلك رسائل تهديد استهدفت عائلات مهاجرة.
أثارت الحادثة موجة استياء واسعة في الأوساط الحقوقية والسياسية، وسط دعوات متزايدة لتشديد الإجراءات ضد جرائم الكراهية والعنصرية في ألمانيا.
وفي ماغديبورغ، تتواصل سلسلة الاعتداءات على الأشخاص ذوي الأصول المهاجرة. وقد أكدت الشرطة بالفعل وقوع بعض هذه الاعتداءات، وتجري التحقيقات في رسائل تهديد محتملة عُثر عليها في صناديق بريد عدة عائلات ذات أصول مهاجرة. وأفادت مراكز الإرشاد النفسي بزيادة في الاعتداءات على الأشخاص الذين يُنظر إليهم على أنهم مهاجرون بعد يوم واحد فقط من هجوم سوق عيد الميلاد في ماغديبورغ.
زمان الوصل