السبت, 26 يوليو 2025 10:10 AM

فرنسا تعتزم الاعتراف بدولة فلسطين وسط معارضة أمريكية إسرائيلية وترحيب عربي

فرنسا تعتزم الاعتراف بدولة فلسطين وسط معارضة أمريكية إسرائيلية وترحيب عربي

أعلن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون في 24 تموز أن فرنسا تعتزم الاعتراف بدولة فلسطين، وهو الإعلان الذي قوبل بمعارضة من الولايات المتحدة وإسرائيل. وأوضح ماكرون عبر حسابه على فيسبوك أنه سيقوم بالإعلان الرسمي خلال الجمعية العامة للأمم المتحدة في أيلول المقبل.

وأكد ماكرون على "الضرورة العاجلة لوقف الحرب في غزة وإغاثة السكان المدنيين"، مشددًا على "وجوب التوصل الفوري إلى وقف لإطلاق النار، وإطلاق سراح جميع الرهائن، وتقديم مساعدات إنسانية واسعة لسكان غزة".

كما نوّه ماكرون إلى أن السلام لا يزال ممكنًا، مع ضرورة ضمان نزع سلاح حركة حماس، وتأمين قطاع غزة وإعادة إعماره، وبناء دولة فلسطين، وضمان قدرتها على الاستمرار. وأضاف أنه على حركة المقاومة الإسلامية (حماس) والسلطة الفلسطينية قبول نزع السلاح والاعتراف الكامل بإسرائيل لتحقيق الأمن للجميع في الشرق الأوسط.

ومن المقرر انعقاد "مؤتمر حل الدولتين" برئاسة فرنسا والمملكة العربية السعودية في 28 و29 تموز بهدف تمهيد الطريق نحو حل الدولتين عبر اتخاذ تدابير عملية تقترحها مجموعات العمل الثمانية.

غضب أمريكي- إسرائيلي

أعلن وزير الخارجية الأمريكي ماركو روبيو رفض واشنطن القاطع لخطوة فرنسا المرتقبة المتمثلة في الاعتراف بدولة فلسطين. وأكد روبيو عبر منصة إكس في 24 تموز أن بلاده "تعارض بشدة الخطة التي أعلنها ماكرون"، معتبرًا أن هذه الخطوة "لن تؤدي إلا إلى تعزيز الدعاية التي تروج لها حركة حماس". وأضاف أن الخطوة تمثل "إهانة لضحايا هجمات 7 تشرين الأول 2023"، في إشارة إلى الهجوم الذي نفذته فصائل فلسطينية على مستوطنات إسرائيلية محاذية لقطاع غزة.

من جانبه، أعرب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو عبر إكس عن إدانته الشديدة لقرار الرئيس ماكرون الاعتراف بدولة فلسطينية، معتبرًا أن مثل هذه الخطوة تُعد "مكافأة للإرهاب"، وتخاطر بـ"خلق وكيل إيراني آخر". وأضاف أن إقامة دولة فلسطينية في ظل هذه الظروف "لن تكون منصة للسلام، بل ستكون منصة لإبادة إسرائيل"، معتبرًا أن الفلسطينيين لا يسعون إلى دولة إلى جانب إسرائيل، بل إلى "دولة بدلًا منها".

ترحيب عربي

رحبت المملكة العربية السعودية بقرار الرئيس الفرنسي، معتبرة أنّ هذا "القرار التاريخي" يؤكد "حق الشعب الفلسطيني في إقامة دولته المستقلة". وشددت المملكة في بيان لوزارة الخارجية السعودية على أهمية مواصلة الدول اتخاذ الخطوات التي تسهم في إنفاذ القرارات الدولية وتعزيز القانون الدولي.

من جهته، قال نائب رئيس دولة فلسطين حسين الشيخ، إن إعلان الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون قراره الاعتراف بدولة فلسطين، يدعم حقوق الشعب الفلسطيني في تقرير مصيره وإقامة دولته المستقلة. وأعرب الشيخ عن شكره للمملكة العربية السعودية على الجهد الكبير الذي بذلته مع فرنسا للاعتراف بدولة فلسطين.

كما رحبت حركة حماس بإعلان الرئيس الفرنسي، وعدّته خطوة إيجابية في الاتجاه الصحيح نحو "إنصاف الشعب الفلسطيني المظلوم"، ودعمًا لحقه المشروع في تقرير المصير، وإقامة دولته الفلسطينية المستقلة. واعتبرت الحركة موقف فرنسا "تطورًا سياسيًا يعكس تنامي القناعة الدولية بعدالة القضية الفلسطينية".

ورحبت وزارة الخارجية الأردنية بإعلان الرئيس الفرنسي، معتبرة القرار خطوة هامة للتصدي لمساعي إنكار حق الشعب الفلسطيني في تقرير المصير. وأكّدت في بيانٍ لها على منصة إكس، أنّ قرار ماكرون "خطوة في الاتجاه الصحيح المفضي إلى تجسيد حلّ الدولتين وإنهاء الاحتلال الإسرائيلي للأراضي الفلسطينية".

يُعد "حل الدولتين" المقترح الأبرز دوليًا لإنهاء الصراع الفلسطيني- الإسرائيلي، ويقوم على إقامة دولة فلسطينية مستقلة إلى جانب إسرائيل، على حدود ما قبل 1967، بما يشمل الضفة الغربية وقطاع غزة والقدس الشرقية. انطلقت الفكرة مع قرار التقسيم الأممي عام 1947، وتكرّست في اتفاق أوسلو عام 1993. ورغم الدعم الدولي، يواجه هذا الحل عقبات أبرزها استمرار الطموح الاستيطاني الإسرائيلي، والخلاف حول قضايا مركزية كالقدس واللاجئين.

مشاركة المقال: