حمص-سانا: في مشهد يبعث الأمل والتفاؤل بمستقبل أفضل، استقبلت مدينة حمص اليوم القافلة السابعة ضمن مبادرة العودة الكريمة، والتي ضمت 19 عائلة قادمة من مدينة القصير بعد سنوات من النزوح إلى مخيمات الشمال.
عودة طال انتظارها
تأتي هذه القافلة برعاية محافظة حمص وبالتعاون مع منظمة "بسمة وزيتونة"، وتعتبر خطوة هامة في سبيل استعادة الحياة الطبيعية وعودة المواطنين السوريين إلى مناطقهم الأصلية. وأكد عمر الصوفي، منسق المشروع في حمص، في تصريح لمراسلة سانا، أن العمل جارٍ على قدم وساق وأن القوافل ستستمر في الوصول ضمن برنامج يهدف إلى تحقيق التعافي التدريجي والاستقرار في المنطقة.
مشاعر مختلطة
وسط دموع الفرح والشوق، عبرت العديد من العائلات عن سعادتها الغامرة بالعودة إلى ديارها، مؤكدين أن الوطن يظل الأغلى رغم كل الصعاب. وقالت أم مصعب الواو، التي بدت عليها علامات الفرح: "الحمد لله رجعنا إلى القصير، رجعة العز والنصر، بعد غياب دام 16 عاماً". ووصف عبد العزيز الشيخ العودة بأنها "الحلم الذي تحقق"، معرباً عن امتنانه لجميع الجهات التي ساهمت في تحقيق هذا الإنجاز الإنساني.
العودة كخطوة نحو الكرامة
تجسد العودة أكثر من مجرد انتقال جغرافي، فهي تعبير عن الإرادة في العيش بكرامة وعزة. يهدف مشروع العودة الكريمة إلى تعزيز الوحدة الوطنية وتهيئة بيئة آمنة ومستقرة للعيش، خاصة لأولئك الذين عانوا من النزوح القسري. منذ بداية الأزمة، اضطر الآلاف من السوريين إلى ترك منازلهم والتوجه نحو مخيمات الشمال في ظروف إنسانية قاسية. وقد أُطلق مشروع "العودة الكريمة" كمبادرة وطنية لإعادة هؤلاء النازحين إلى ديارهم بكرامة وبدعم مؤسسي. تشهد مدينة القصير حالياً عودة تدريجية لسكانها، مما يعكس تحسناً ملحوظاً في الأوضاع الأمنية والاجتماعية.