السعودية وفرنسا تقودان جهوداً دولية للاعتراف بفلسطين: رئيس الوزراء الفلسطيني يشيد بالدور السعودي

فيصل بن فرحان يؤكد دور المملكة في دعم حل الدولتين

أكد الدكتور محمد مصطفى، رئيس الوزراء الفلسطيني، في تصريحات لـ«الشرق الأوسط»، أن ترؤس السعودية لـ«المؤتمر الدولي لتسوية قضية فلسطين بالوسائل السلمية وتنفيذ حل الدولتين» في نيويورك، بالشراكة مع فرنسا، ساهم في صياغة ورقة مفاهيمية تعتبر الاعتراف بالدولة الفلسطينية «متطلباً للسلام وليس نتيجة له».

وأشاد رئيس الوزراء الفلسطيني بالجهود «الكبيرة» التي تبذلها الرياض على صعيد الاعترافات الدولية، مؤكداً أن العديد من الدول ستحذو حذوها وتعترف بدولة فلسطين، معتبراً أن تجسيد الدولة الفلسطينية ضمن حل الدولتين يمثل أساس السلام والأمن والاستقرار في الشرق الأوسط.

السعودية ومنطلقات حل الدولتين

أكد الأمير فيصل بن فرحان، وزير الخارجية السعودي، أن رئاسة بلاده بالشراكة مع فرنسا لـ«المؤتمر الدولي لتسوية القضية الفلسطينية بالحلول السلمية وتنفيذ حل الدولتين»، تأتي انطلاقاً من موقف المملكة الثابت تجاه القضية الفلسطينية واستمراراً لجهودها في دعم الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني وجهود التوصل للسلام العادل والشامل بما يكفل قيام الدولة الفلسطينية على حدود عام 1967 وعاصمتها القدس الشرقية.

وأضاف الوزير في تصريحات نقلتها وكالة الأنباء السعودية (واس)، أن المملكة بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود، وبمتابعة حثيثة من صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز آل سعود، ولي العهد رئيس مجلس الوزراء، تبذل كل الجهود لإرساء السلام العادل في منطقة الشرق الأوسط، وتسعى دائماً من منطلق مبادئها الراسخة إلى نشر السلم والأمن الدوليين من خلال المساعي الحميدة والجهود المبذولة لإنهاء معاناة الإنسان الفلسطيني، وإيقاف دائرة العنف المستمرة والصراع الفلسطيني ضد الاحتلال الإسرائيلي الذي طال أمده.

دولة للفلسطينيين واستقرار للمنطقة

أوضح الوزير السعودي أن رئاسة المملكة بالشراكة مع فرنسا لـ«المؤتمر الدولي الرفيع المستوى لتسوية القضية الفلسطينية بالحلول السلمية وتنفيذ حل الدولتين» تأتي من منطلق موقف بلاده تجاه فلسطين، متطلعين إلى الدفع باتجاه تنفيذ قرارات الشرعية الدولية التي تقضي بإقامة دولتين ينعم فيها الفلسطينيون بدولتهم المستقلة، ويحقق للمنطقة السلام والاستقرار.

وأشار الأمير فيصل بن فرحان إلى أن المؤتمر يدعم جهود «التحالف الدولي لتنفيذ حل الدولتين» الذي أطلقته المملكة، ومملكة النرويج، والاتحاد الأوروبي، في سبتمبر (أيلول) 2024، ويأتي استكمالاً لجهود «اللجنة الوزارية العربية الإسلامية المشتركة» الهادفة لإنهاء معاناة الإنسان الفلسطيني.

إعلان تاريخي

أعرب مصطفى عن ترحيب بلاده بـ«الإعلان التاريخي للرئيس الفرنسي في الاعتراف بدولة فلسطين»، معتبراً أن فرنسا ببرئاستها المشتركة مع السعودية لـ«المؤتمر الدولي لتسوية قضية فلسطين بالوسائل السلمية وتنفيذ حل الدولتين»، تكون باعترافها قد وضعت الأساس لإنجاح المؤتمر الدولي المزمع عقده في نهاية هذا الشهر.

وأكدت رئاسة الوزراء الفلسطينية لـ«الشرق الأوسط» أن وفداً رفيع المستوى برئاسة الدكتور محمد مصطفى رئيس الوزراء، سيمثّل فلسطين في المؤتمر، وذلك لأهميته ومخرجاته في مختلف المجالات السياسية والاقتصادية، ودعم أمن وحماية الشعب الفلسطيني.

وكان الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، قد أعلن عزم بلاده الاعتراف بالدولة الفلسطينية، وأكد أن العمل سيستمر في الجمعية العامة للأمم المتحدة في سبتمبر (أيلول) بنيويورك، وكشف مصدر مقرب من الديوان الملكي السعودي لوكالة «رويترز»، عن أن السعودية سعت منذ العام الماضي إلى دفع فرنسا للاعتراف بفلسطين من خلال جهود يقودها وزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان.

اعتراف 9 دول خلال شهرين

نتيجةً لحراك دولي قادته السعودية العام الماضي تجاه الاعتراف بالدولة الفلسطينية، أعلنت دول عدة الاعتراف بالدولة الفلسطينية، ووفقاً لوزارة الخارجية والمغتربين الفلسطينية، إن 9 دول أعلنت اعترافها بدولة فلسطين خلال العام الماضي فقط، وهي على التوالي (ترينيداد وتوباغو، وجزر البهاما، والنرويج، وآيرلندا، وإسبانيا، وسلوفينيا، وأرمينيا)، ليصل إجمالي الدول التي اعترفت بفلسطين إلى 149 دولة.

وكشف رئيس الوزراء محمد مصطفى عن أن 5 دول أوروبية أخرى ستعترف قريباً بالدولة الفلسطينية، منوّهاً بالدور السعودي في هذا الصدد، وبيّن أن «السعودية ربطت أي سلام إقليمي بشرط أن يمر من خلال دولة فلسطينية مستقلة، إلى جانب دورها في قيادة التحرك العربي والإسلامي بوصف ذلك أحد مخرجات القمة الإسلامية في الرياض».

والأحد، أعلن وزير الخارجية الفرنسي جان نويل بارو أن دولاً أوروبية أخرى «ستؤكد عزمها على الاعتراف بدولة فلسطين» خلال أعمال «المؤتمر الدولي لتسوية قضية فلسطين بالوسائل السلمية وتنفيذ حل الدولتين» الذي تستضيفه الأمم المتحدة في نيويورك، برئاسة مشتركة بين السعودية وفرنسا.