الإثنين, 4 أغسطس 2025 02:52 PM

كسر الرضفة: كل ما تحتاج معرفته عن الأسباب والأعراض والعلاج

كسر الرضفة: كل ما تحتاج معرفته عن الأسباب والأعراض والعلاج

الرضفة، أو ما يُعرف بصابونة الركبة، هي عظمة صغيرة مسطحة تقع في مقدمة مفصل الركبة، حيث يلتقي عظم الفخذ وعظم الساق. تعمل الرضفة كدرع واقٍ لهذا المفصل، وتلعب دورًا حيويًا في حمايته وربط العضلات الأمامية للفخذ بالساقين. هذا الأمر ضروري للغاية للأنشطة اليومية مثل المشي والجري والقفز. يمكن أن يتعرض هذا الجزء الحساس للكسر، مما يؤدي إلى تعطيل وظيفة الركبة وظهور سلسلة من الأعراض والتحديات. من الضروري فهم طبيعة هذه الإصابة لتحديد مسار العلاج المناسب.

ما هو كسر الرضفة؟

يشير كسر الرضفة إلى حدوث تصدع أو تشقق في عظمة الرضفة. تختلف شدة الكسر من شقوق شعرية بسيطة قد تمر دون ملاحظة، إلى كسور كاملة تتطلب تدخلًا طبيًا فوريًا. يعتبر كسر الرضفة من الكسور الشائعة في الركبة، حيث يشكل ما يقرب من 1-2% من جميع الكسور التي تصيب الهيكل العظمي. يصيب الذكور أكثر من الإناث، وغالبًا ما يحدث لدى الأشخاص في منتصف العمر، ويمكن أن يؤثر بشكل كبير على القدرة على الحركة ونوعية الحياة.

تختلف كسور الرضفة حسب شكل الكسر ودرجة تضرر العظمة، وتشمل أنواع كسر رضفة الركبة:

  • كسر الرضفة المستقر أو المخلوع: يحدث الكسر المستقر عندما تنكسر الرضفة ولكن أجزاءها لا تتحرك من مكانها. أما الكسر المخلوع أو المتزحزح فيحدث عندما تتحرك قطع العظام من مكانها.
  • كسر الرضفة المغلق والمفتوح: يعد الكسر مغلقًا إذا لم تخترق قطع الرضفة المكسورة الجلد. أما في الكسور المفتوحة فتخرج العظام من الجلد، مما يؤدي إلى جرح معقد.
  • كسر الرضفة المفتت وغير المفتت: الكسر المفتت هو كسر يتضمن تحطيم العظم إلى ثلاث قطع أو أكثر. أما في حالة الكسر غير المفتت فيعني كسر الرضفة إلى قطعتين فقط.

ما هي أسباب كسر الرضفة؟

يمكن أن تحدث كسور الرضفة لأسباب مختلفة، منها:

  • الصدمات: السبب الأكثر شيوعًا هو التعرض لصدمة مباشرة في الركبة، مثل السقوط على الركبة (خاصة على سطح صلب)، الإصابات الرياضية (في الرياضات التي يحدث فيها ضرب الركبة بالكرة أو المضرب أو العصا)، حوادث السيارات، أو التعرض لطلق ناري في منطقة الرضفة.
  • كسور الإجهاد: يمكن أن يؤدي الضغط المتكرر على الركبة، والذي يُشاهد عادة لدى الرياضيين، إلى حدوث شقوق صغيرة في الرضفة.
  • الانقباض الشديد: يمكن أن يؤدي الانقباض المفاجئ لعضلة الفخذ رباعية الرؤوس في أثناء أنشطة مثل القفز أو الجري إلى حدوث كسر.
  • ضعف بنية العظام: قد تؤدي بعض الحالات الصحية مثل هشاشة العظام إلى إضعاف الرضفة، مما يجعلها أكثر عرضة للكسور حتى من الإجهاد البسيط.

ما هي أعراض كسر الرضفة؟

قد يعاني المصابون بكسر رضفة الركبة من الأعراض التالية:

  • الألم الشديد: يحدث ألم شديد في الركبة، يزداد سوءًا في مقدمة الركبة عند الحركة أو الضغط.
  • التورم والانتفاخ: يحدث تورم وانتفاخ حول مفصل الركبة، والذي يمكن أن يتطور بسرعة بعد الإصابة نتيجة الالتهاب والنزيف داخل المفصل.
  • الكدمات: يتغير اللون حول الركبة بسبب النزيف تحت الجلد وتلف الأنسجة.
  • عدم القدرة على تحريك الركبة: صعوبة ثني الركبة أو فردها أو مد الساق بشكل مستقيم، مما قد يشير إلى عدم الاستقرار.
  • صعوبة المشي: يصبح تحمل الوزن صعبًا أو مستحيلاً.
  • التشوه: تشوه واضح في الركبة في الحالات الشديدة، مثل ارتفاع الرضفة (الرضفة العالية).
  • بروز العظم: قد يبرز عظم الرضفة من جلد الركبة في حالة الكسر المفتوح.

كيف يتم تشخيص كسر الرضفة؟

يتضمن تشخيص كسر الرضفة تقييمًا سريريًا شاملًا ودراسات شعاعية متممة:

  • التاريخ الطبي: التعرض لحادث أو صدمة أو ممارسة رياضات معيّنة أو وجود أمراض سابقة.
  • الفحص البدني: فحص الرضفة بالجس للتحري عن وجود ألم أو تشوه فيها والذي يمكن الشعور به من خلال الجلد (وجود فجوات أو انفصال في حواف العظم)، وفحص الركبة ومدى حركتها والبحث عن وجود تورم أو كدمات فيها.
  • دراسات التصوير الشعاعي: لتحديد نوع الكسر وشدته، وتشمل:
    • الأشعة السينية البسيطة (X Ray): هي الإجراء الأولي الذي يستخدم لنفي أو تأكيد وجود ونوع الكسر، ويمكن أن تساعد الأشعة السينية في تحديد ما إذا كان الكسر منزاحًا (شظايا العظام خارج المحاذاة) أو غير منزاح (يظل العظم محاذيًا).
    • التصوير الطبقي المحوسب (CT scan): يعطي تقييمًا أكثر دقة لمدى الكسر ونوعه.
    • التصوير بالرنين المغناطيسي (MRI): يُطلب للأطفال وفي بعض الحالات عند وجود مخاوف بشأن الإصابات المرتبطة بأربطة الركبة أو الغضروف.

كيف يُعالَج كسر الرضفة؟

يعتمد علاج كسر رضفة الركبة على نوع الكسر، ومدى تباعد العظام. وتشمل طرق العلاج:

  • العلاج غير الجراحي: يوصى به عادة إذا كان الكسر مستقرًا وغير منزاح، ويشمل:
    • التثبيت: يتم التثبيت باستخدام جبيرة أو دعامة لمنع حركة الركبة.
    • الثلج والرفع: يمكن أن يساعد وضع الثلج ورفع الركبة في تخفيف التورم.
    • الأدوية: تعطى الأدوية لتخفيف الألم والالتهاب.
    • الراحة: ينصح المريض بالحد من الأنشطة التي تتطلب حمل الأوزان، ريثما يحدث التئام العظام المكسورة.
    • العلاج الطبيعي: بعد إزالة الجبيرة يمكن البدء بجلسات العلاج الطبيعي لتقوية عضلات الفخذ واستعادة نطاق حركة الركبة الطبيعي.
  • العلاج الجراحي: يوصى به عادة إذا كان الكسر منزاحا أو مفتتًا، أو إذا كان هناك كسر مفتوح مع تمزق في الجلد، أو هناك عدم استقرار بمفصل الركبة، وتتضمن الطرق الجراحية:
    • التثبيت الداخلي: يتضمن هذا الإجراء إعادة محاذاة قطع الرضفة المكسورة وتثبيتها بالصفائح والمسامير والأسلاك لتعزيز الشفاء المناسب.
    • استئصال الرضفة الجزئي أو الكلي: في بعض الحالات يكون الكسر شديدًا ومفتتًا بشدة ولا يمكن إصلاحه، فتتم إزالة شظايا العظم الصغيرة جدًا التي لا يمكن إعادة تثبيتها مع الحفاظ على أكبر قدر ممكن من الرضفة وتتم إعادة تثبيتها، وفي حالات نادرة يكون الكسر مفتتًا بشكل شديد جدًا ويكون من الضروري إزالة كل الرضفة.
    • معالجة الأضرار التي لحقت بوتر الرضفة والهياكل الأخرى في مفصل الركبة المرتبطة بالكسر: في حالات الكسور المفتوحة التي تكون قد تسببت بإتلاف الجلد والأنسجة الرخوة.

بعد الجراحة، يعد برنامج إعادة التأهيل ضروريًا لاستعادة الوظيفة، وقد يشمل ذلك تمارين تحمل الوزن التدريجية، وتدريب المرونة، وتمارين تقوية مصممة خصيصًا لاحتياجات المريض. تختلف فترة التعافي من كسر الرضفة بناء على شدة الإصابة والخضوع للجراحة من عدمه. عادة ما تلتئم الكسور غير الجراحية في غضون 6 إلى 8 أسابيع، بينما قد تتطلب الكسور الجراحية وقتًا أطول للتعافي يتراوح من 3 إلى 6 أشهر. عادة ما يعود معظم المصابين إلى مستويات نشاطهم السابقة العادية، على الرغم من أن بعضهم قد يعانون من تصلب أو انزعاج مستمر. يعد الالتزام ببروتوكولات إعادة التأهيل ومواعيد المتابعة أمرًا بالغ الأهمية لتحقيق نتيجة ناجحة.

د. أكرم خولاني

مشاركة المقال: