الإثنين, 4 أغسطس 2025 10:40 PM

فاكهة "المراب": كنز الجبال الساحلية بفوائد لا تحصى ومذاق فريد

فاكهة "المراب": كنز الجبال الساحلية بفوائد لا تحصى ومذاق فريد

تنتشر أشجار "المراب"، وهي نوع من الإجاص الجبلي يجمع بين الإجاص والتفاح والسفرجل، في الأحراش الجبلية والبساتين بريفنا الساحلي. تنبت هذه الأشجار في تربة جبلية دون الحاجة إلى سقاية أو عناية، مما يجعلها ثمرة طبيعية كاملة لا تحتاج إلى مبيدات أو مواد كيميائية.

تتفّرع أشجار المراب وتزهر وتثمر من تلقاء نفسها في ربوع الجبال والوديان ضمن دورة حياة قصيرة، فيستغلها الفلاحون لقطفها وجنيها (عجراً). يعمد البعض بعد قطفه قاسياً إلى حفظه في مكان دافئ لينضج في البيوت ويؤكل.

تنتشر هذه الشجرة بكثرة في ريف القدموس وريف بانياس وريف مصياف الغربي وغيرها. ووفقاً للعديد من المزارعين، تمتاز هذه الفاكهة بمذاقها المميز الذي يجمع بين الحلو والمر. ويشير خبراء التغذية إلى أنها فاكهة هاضمة ومهدئة للمعدة لاحتوائها على الكثير من الفيتامينات والأحماض العضوية، كما تحتوي على سكر الفركتوز، مما يجعلها غير ضارة لمرضى السكري. ووصفها بعض المهتمين بالزراعة بأنها علاج طبيعي لآلام الوتاب وأمراض القلب وصحته.

بالمعنى العام، يعتبر المراب من فواكه الطبيعة الفريدة التي كانت سائدة في أزمان غابرة، حيث حملها الأجداد في أعمالهم الزراعية واستفادوا من فوائدها لأطفالهم وكبارهم وضيوفهم.

شجرة "المراب" تتحمل الثلج والبرد والحر. ثمارها قبل النضج قاسية جداً، ولكن هذه القسوة تخفي تحتها طيبة ومذاقاً مميزاً عندما تنضج. وفي العرف الشعبي، تُعرف هذه الشجرة القديمة باسم شجرة العرموط أو الإجاص البري، والأشهر شجرة المراب.

يرغب الكثيرون في تناولها صباحاً للاستفادة من فوائدها الغذائية، حيث يوصي بها الأجداد على الريق، ولاستغلال مواسمها التي لا تكون متوازنة كل عام. ففي بعض الأعوام، يكون المراب متوفراً بكثرة، وفي ذلك دلالة على قدوم شتاء قاسٍ ومتعب ومخرّب للزراعات والمواسم والأحوال.

في هذه الأوقات، ينتشر باعة المراب على جوانب الطرق وبعض البقاليات والأسواق لاستغلال بيعه قبل فوات أوانه وبأسعار رخيصة مقارنة بغيره من الفواكه الموسمية.

المراب من الفواكه التي لا يمكن تخزينها وعمرها قصير ككثير من الأشياء الجميلة والحلوة في حياتنا التي نتمنى أن نحتفظ بها لوقت أطول.

كل موسم مراب وأنتم بألف خير.

(سليمان خليل - موقع اخبار سوريا الوطن-1)

مشاركة المقال: