الإثنين, 4 أغسطس 2025 07:27 PM

غموض يكتنف مصير مسؤول بالدفاع المدني السوري بعد اختطافه في السويداء ومطالبات بالكشف عن مصيره

غموض يكتنف مصير مسؤول بالدفاع المدني السوري بعد اختطافه في السويداء ومطالبات بالكشف عن مصيره

لا يزال مصير حمزة العمارين، رئيس مركز الاستجابة الطارئة في الدفاع المدني السوري بمدينة إزرع في درعا جنوبي سوريا، مجهولًا بعد فقدان الاتصال به في مدينة السويداء منذ 16 تموز الحالي. وكان العمارين يقوم بإجلاء المدنيين وإسعاف الجرحى من مناطق الاشتباك في محافظة السويداء. وتتصاعد المطالبات بالكشف عن مصيره.

أحمد الزعبي، المتطوع في الدفاع المدني، صرح لعنب بلدي بأن العمارين كان برفقته يوم فقدانه، وأوضح أنهما عملا معًا على إجلاء وإسعاف العشرات من المدنيين دون النظر إلى انتماءاتهم. وأضاف أن مهمة أخرى كُلف بها في اليوم نفسه اضطرته إلى الافتراق عن العمارين، وكان آخر اتصال معه في تمام الساعة الخامسة والنصف من مساء 16 تموز، وبعدها انقطع الاتصال به.

أشار الزعبي إلى أن الدفاع المدني تواصل مع منظمات دولية ومحلية للكشف عن مصير حمزة، ولكن دون جدوى حتى الآن.

حملات تضامن

شهدت مدينة نوى في ريف درعا الشمالي، مسقط رأس حمزة العمارين، وقفة احتجاجية في 25 تموز الحالي، رفع خلالها العشرات صورًا ولافتات تطالب بالكشف عن مصير حمزة، واعتباره منفذًا لمهمة إنسانية وليس طرفًا في أي نزاع. وحضر الوقفة العشرات من عناصر الدفاع المدني ومدنيون من مختلف مناطق محافظة درعا.

شاهين العمارين، شقيق حمزة، أفاد عنب بلدي بأنهم يعملون حاليًا على تكثيف المطالبة بالكشف عن مصير أخيه عبر وسائل التواصل الاجتماعي والوقفات الاحتجاجية. وأضاف أن الخاطفين لم يتواصلوا معهم حتى ساعة إعداد هذا التقرير.

كما شارك ناشطون على وسائل التواصل الاجتماعي في حملة إعلامية تدعو للإفراج عن حمزة العمارين، باعتباره عاملًا في مهمة إنسانية. ونشر مطيع البطين، الناطق السابق باسم “المجلس السوري الاسلامي” (منحلّ حاليًا)، على حسابه في “فيسبوك” دعوة للناشطين لتشكيل جبهة إنقاذ حمزة العمارين عبر النشر على وسائل التواصل الاجتماعي، ومشاركة “هاشتاغات” (وسوم) تدعو للكشف عن مصيره.

وذكر الصحفي محمد السلوم عبر حسابه في “فيسبوك” أن حمزة العمارين، المتطوع في الدفاع المدني، طلب منه إجلاء عائلة من قبل فريق تابع للأمم المتحدة في مدينة السويداء وانقطع الاتصال معه، مطالبًا بالكشف عن مصيره والإفراج عنه بشكل عاجل.

12 يومًا على الاختطاف

أفاد الدفاع المدني في بيان عبر صفحته على “فيسبوك” في 18 تموز، أن حمزة العمارين، رئيس مركز الاستجابة الطارئة، دخل إلى السويداء في 16 تموز، عند الساعة الرابعة والنصف مساءً، وهو يرتدي زيه الرسمي الذي يحمل شعار “الخوذ البيضاء”، لتنفيذ عملية إجلاء بناءً على طلب من الأمم المتحدة.

ونقل البيان إفادة سيدة من السويداء كانت برفقة العمارين في سيارته خلال المهمة، وأشار إلى أن مسلحين محليين أوقفوا السيارة في منطقة العمران، واقتادوا العمارين إلى جهة مجهولة، وصادروا السيارة التي كان يستقلها. وأوضح أنه تم التمكن من التواصل مع العمارين صباح اليوم التالي، في تمام الساعة العاشرة، حيث أجاب أحد الأشخاص على الهاتف وأكد أنه “بخير وفي أمان”، قبل أن ينقطع الاتصال مجددًا وفقد أي وسيلة للتواصل معه حتى لحظة صدور البيان.

وأكد الدفاع المدني أنه حاول الوصول إلى الجهات الخاطفة عبر وسطاء محليين، إلا أنه لم يتلقَّ أي رد، محمّلًا الفصائل المحلية في السويداء المسؤولية الكاملة عن سلامته، وداعيًا إلى الإفراج الفوري عنه وعدم استخدام السيارة المصادرة في أي نشاط.

يذكر أن اشتباكات اندلعت في 12 تموز الحالي بين فصائل محلية، ذات طابع درزي، مع سكان في حي المقوس من بدو السويداء، على خلفية خطف مدني مع سيارته من الطائفة الدرزية الذين اتهموا البدو في تنفيذ عملية الخطف. وبعد حصار حي المقوس تدخل الأمن العام التابع للحكومة السورية، بذريعة فرض الأمن في المدينة ما أدى لمواجهات مع الفصائل المحلية، وكان على رأسها، “المجلس العسكري في السويداء” ما استدعى تدخلًا من قبل إسرائيل لإجبار القوات الحكومية على التراجع ومن بعدها جرت اشتباكات مع العشائر العربية انتهت بتدخل مباشر من الأمن الداخلي الذي استطاع ضبط الأمن في محيط المحافظة.

وتسير الأمور نحو التهدئة في السويداء، بعد اتفاق بين الحكومة والفصائل، عبر وسطاء، لوقف إطلاق النار، برعاية دولية. ووثقت “الشبكة السورية لحقوق الإنسان” مقتل ما لا يقل عن 814 شخصًا، وإصابة 903 آخرين، في أحداث السويداء، بين 13 و24 تموز الحالي. وتشمل حصيلة “الشبكة” ضحايا من المدنيين، بمن فيهم أطفال وسيدات وأفراد من الطواقم الطبية، إضافة إلى مقاتلين من مجموعات عشائرية مسلحة من البدو، وأخرى محلية من أبناء المحافظة، إلى جانب عناصر من قوى الأمن الداخلي ووزارة الدفاع.

مشاركة المقال: