الإثنين, 4 أغسطس 2025 02:16 PM

حلب تحت وطأة انقطاع الكهرباء: معاناة مستمرة تصل إلى 22 ساعة يومياً

حلب تحت وطأة انقطاع الكهرباء: معاناة مستمرة تصل إلى 22 ساعة يومياً

يشكو سكان مدينة حلب من انقطاعات طويلة في التيار الكهربائي، تتزامن مع موجة الحر الشديدة التي تشهدها المدينة منذ منتصف شهر تموز الحالي. ويأتي هذا الانقطاع في ظل غياب أي برنامج تقنين معلن، مما يزيد من صعوبة تسيير الحياة اليومية للسكان.

أفاد السكان في مناطق مختلفة بأن ساعات التغذية بالكهرباء لا تتجاوز الساعتين يومياً، بينما تصل مدة الانقطاع في بعض الأحيان إلى 22 ساعة متواصلة. وقد شهدت أحياء مثل الأعظمية والميسر وصلاح الدين والأنصاري الشرقي انقطاعات طويلة في التيار خلال الأسبوع الماضي، دون وجود جدول زمني واضح يمكن الاعتماد عليه لتنظيم الحياة اليومية.

أضرار بالأجهزة الكهربائية

يؤدي غياب التيار الكهربائي المنتظم إلى تعطيل الأعمال المنزلية والتأثير على تشغيل الأجهزة الأساسية مثل الغسالات والمراوح والبرادات، بالإضافة إلى تأثيره المباشر على ضخ المياه، خاصة في المباني الواقعة في الأحياء التي تعاني أصلاً من ضعف وصول المياه. على سبيل المثال، يواجه سكان حي صلاح الدين صعوبة في تشغيل مضخات المياه بسبب انقطاع التيار، مما يضطر بعضهم إلى الاعتماد على بدائل مثل شراء المياه من الصهاريج الخاصة.

كما يتسبب عدم انتظام التيار الكهربائي وعودته المفاجئة في أعطال متكررة للأجهزة الكهربائية. وذكرت هدى مصري، وهي من سكان الحي، أن أجهزة كهربائية منها البراد تعرضت لأعطال نتيجة تذبذب التيار، مما أدى إلى خسائر إضافية.

"الأمبيرات".. بديل مكلف وغير مستقر

مع غياب الكهرباء "النظامية"، يضطر العديد من السكان إلى الاعتماد على الكهرباء المنتجة من مولدات "الأمبيرات"، على الرغم من ارتفاع تكاليفها. ويصل سعر الاشتراك بـ"الأمبير" الواحد أسبوعياً إلى حوالي 75,000 ليرة سورية في أحياء مثل الجميلية والميريديان، بحسب ما رصدته عنب بلدي. ولكن حتى هذه البدائل بدأت تتعرض لضغط كبير، إذ أدى ارتفاع درجات الحرارة والأحمال المتزايدة إلى تعطل عدد من المولدات أو انفجارها في بعض الأحياء.

أوضح محمود طحان، صاحب محل بقالة في حي صلاح الدين، أن الاعتماد على "الأمبيرات" لتشغيل البرادات والمكيفات يفرض تكاليف تشغيلية مرتفعة على أصحاب المحال التجارية، خاصة في ظل غياب الكهرباء "النظامية"، مما يزيد من الأعباء اليومية ويقلص هامش الربح بشكل كبير.

عطل في خطوط التوتر

حاولت عنب بلدي التواصل مع مدير الشركة العامة لكهرباء حلب، محمود الأحمد، للحصول على توضيحات حول أسباب التقنين الذي أدى إلى طول ساعات الانقطاع وغياب برنامج تقنين واضح، إلا أنها لم تتلقَّ ردًا حتى لحظة نشر التقرير. واكتفى المكتب الإعلامي للشركة بالقول إن الانقطاع كان ليوم واحد نتيجة عطل على خط حماة، وهو ما أشار إليه الأحمد خلال الأسبوع الماضي لصحيفة "الجماهير" المحلية.

وذكر أن أسباب التقنين الطويل تعود إلى عطل على أحد خطوط التوتر العالي بين حلب وحماة، بالإضافة إلى فصل مفاجئ في مجموعات التوليد بالمحطة الحرارية، ما أدى إلى انخفاض حصة حلب من التيار المخصص للتغذية.

الشركة العامة للكهرباء في حلب أعلنت عبر صفحتها على "فيسبوك"، في 22 من تموز الحالي، عن استمرار ورشات الصيانة الفنية في عدة مراكز تحويل داخل المدينة وريفها. وشملت أعمال الصيانة مركزًا في العرقوب بمخرج الحميدية، ومركزًا في حي صلاح الدين، بالإضافة إلى إصلاح عطل تفريعة جبل الحص المغذية من محطة السفيرة. وأكدت الشركة أن هذه الخطوات تأتي ضمن خطة لتحسين واقع الكهرباء وضمان استمرارية الخدمة، وسط استمرار معاناة الأهالي من انقطاع التيار الطويل.

انفجارات بمولدات "الأمبير"

في ظل استمرار موجة الحر وغياب برنامج تقنين واضح، تبقى الكهرباء في مدينة حلب أزمة يومية تتجاوز انقطاع التيار، لتشمل آثارًا مباشرة على تفاصيل المعيشة، من المياه إلى الأجهزة، دون حلول قريبة تلوح في الأفق. وشهدت مدينة حلب خلال الأشهر الماضية حوادث لمولدات كهرباء مخصصة لتوزيع "الأمبيرات"، كان أبرزها في حي السبيل منتصف حزيران الماضي، وأسفر عن ثلاث إصابات وأضرار مادية، بحسب الدفاع المدني. كما سجل انفجار سابق في حي الشيخ طه مطلع العام الحالي، دون أن تتخذ إجراءات واضحة لتحسين شروط السلامة.

وتعاني أكثر من نصف محافظة حلب من انقطاع متكرر في التيار، لا سيما في الأحياء الشرقية، حيث تعرضت 70% من البنية التحتية الكهربائية للدمار، ما يزيد من صعوبة أعمال الصيانة ويطيل أمد التقنين، وذلك وفق مدير شركة الكهرباء.

مشاركة المقال: