تستعد الأمم المتحدة لإرسال قافلة مساعدات إنسانية إلى محافظة السويداء جنوبي سوريا، وذلك بعد موافقة وزارة الخارجية السورية على وصول وكالات الإغاثة التابعة للأمم المتحدة مباشرة إلى المنطقة. صرح بذلك ثلاثة مسؤولين في مجال الإغاثة لوكالة “رويترز” اليوم الأربعاء 30 من تموز.
أكدت رئيسة برنامج الغذاء العالمي التابع للأمم المتحدة في سوريا، ماريان وارد، أن القافلة الجديدة ستتضمن الغذاء وغيره من الإمدادات الضرورية، مشيرة إلى أن تنظيمها يتم بدعم من مختلف وكالات الأمم المتحدة. وأضافت أن هذه الخطوة قد تكون بداية للوصول الشامل إلى المجتمعات الضعيفة، مؤكدة على حاجة أهالي السويداء للدعم، بالإضافة إلى دعم النازحين إلى درعا.
وكان برنامج الأغذية العالمي قد أرسل بالفعل ما يقرب من 250 طنًا من دقيق القمح إلى المخابز في السويداء، بالإضافة إلى وجبات جاهزة لـ 50,000 شخص في المحافظة، ودعم غذائي لـ 10,000 شخص في درعا. إلا أن التوترات المستمرة أعاقت وصول المساعدات بشكل منتظم قبل الحصول على الضوء الأخضر من الحكومة.
وشددت وارد على أهمية وقف إطلاق النار المستقر لضمان وصول المساعدات بشكل مباشر ومستدام إلى سكان السويداء، مؤكدة على ضرورة الاستمرار في تقديم الدعم الإنساني للمحتاجين.
“الصليب الأحمر” يقيّم الوضع الإنساني
أكد رئيس بعثة اللجنة الدولية للصليب الأحمر في سوريا، ستيفان ساكاليان، استعداد اللجنة للعمل على تخفيف آثار الأحداث التي شهدتها محافظة السويداء. وأشار إلى أن فرق الصليب الأحمر انضمت إلى القوافل الإنسانية المتجهة إلى السويداء، وفقًا لوكالة الأنباء السورية (سانا).
وأوضح ساكاليان أن زيارة فريق اللجنة إلى السويداء أتاحت فرصة لفهم الوضع بشكل أفضل وتوسيع نطاق الاستجابة لتلبية الاحتياجات الأكثر إلحاحًا. وضم الفريق مختصين من مجالات متعددة لتقييم جميع الاحتياجات بالتعاون مع الهلال الأحمر السوري.
كما أشار إلى أن فريق اللجنة الدولية تحدث مع العائلات وفعاليات مجتمعية والعاملين في المجال الصحي لتحديد الاحتياجات الأكثر أهمية.
قوافل مساعدات إلى السويداء
توجهت قافلة المساعدات الرابعة إلى محافظة السويداء قادمة من دمشق، الثلاثاء 29 من تموز. وذكرت وكالة الأنباء السورية (سانا) أن القافلة تتألف من 22 شاحنة تحمل 27,000 ليتر من المحروقات و2000 سلة غذائية وصحية، و10,000 عبوة مياه شرب و40 طنًا من الطحين، إضافة إلى مواد طبية. وأشارت الوكالة إلى أن القافلة تأتي بجهود مشتركة بين الحكومة السورية والمنظمات الدولية والمجتمع المحلي.
وكانت القافلة الثالثة قد دخلت يوم الاثنين 28 من تموز، وتكونت من 27 شاحنة محملة بمساعدات إنسانية متنوعة، بحسب ما نشره المكتب الصحفي لمحافظة السويداء ومكتب العلاقات العامة في مديرية إعلام درعا. وشملت المساعدات 200 طن من الطحين و2000 سلة إيواء و1000 سلة غذائية، إضافة إلى شاحنة من المواد الطبية وأخرى للمواد الغذائية المتنوعة، بحسب مراسل عنب بلدي في درعا. وأشارت مصادر إعلامية محلية إلى خلو القافلة الثالثة من الوقود اللازم لتشغيل الأفران.
تأتي هذه المساعدات بعد أكثر من أسبوعين على الأحداث الدامية التي شهدتها محافظة السويداء، والانتهاكات المتبادلة بين الحكومة السورية ومقاتلين من عشائر البدو وفصائل محلية. وتسير الأوضاع في السويداء نحو التهدئة بعد اتفاق لوقف إطلاق النار، في حين تعاني المحافظة من أوضاع إنسانية صعبة.
وتتهم أوساط في المحافظة الحكومة بفرض حصار إنساني وعسكري، إلا أن الأخيرة تنفي ذلك وتؤكد إمكانية إرسال المساعدات. وأكد المتحدث باسم وزارة الداخلية السورية، نور الدين البابا، أن الحكومة فتحت ممرات إنسانية لإدخال المساعدات إلى المدنيين بالتعاون مع منظمات محلية ودولية.