أكد العميد أحمد الدالاتي، مدير الأمن الداخلي في السويداء، أن انسحاب قوات الدولة من المحافظة جاء استجابةً لضغوط دولية، وتفادياً لاندلاع حرب مفتوحة بين سوريا وإسرائيل. وذكر الدالاتي، خلال إحاطة قدّمها لبعض الموقوفين على خلفية الأحداث الأخيرة، أن بعض الأطراف وجّهت خلال الأيام الماضية “استدعاءً واضحاً” لإسرائيل لاستهداف قوات الأمن والجيش.
وأضاف أن ذلك أعقبه قصف مباشر لمبنى وزارة الدفاع في دمشق ثم القصر الجمهوري، واصفاً المشهد بأنه “شديد التعاسة”، وفق ما نقله موقع . وأشار إلى أن بعض الجهات في السويداء استعانت بقوة خارجية ضد بلدها، متسائلاً عن الأسباب التي دفعت تلك الأطراف لطلب حماية دولية وفتح معبر مع الأردن، رغم إعلانها الدائم أنها جزء من سوريا.
كما أشار الدالاتي، إلى أن شيخ عقل طائفة الموحدين الدروز في سوريا، حكمت الهجري، نشر على صفحته بياناً يدعم دخول الأمن إلى السويداء، وتبعه بعد دقائق بفيديو متناقض، مضيفاً أن ذلك شكّل مفاجأة له وأحرجه أمام الآخرين، خاصة بعد الإعلان عن وجود تفاهم بين الدولة وأطراف السويداء.
وقال الدالاتي: “إن الدولة تعرّضت لضغوط لإخراج قواتها، رغم تحذيرها من تبعات الانسحاب”، موضحاً أن “الأجهزة الأمنية حذّرت الدول من أن انسحابها سيؤدي إلى تدخل العشائر، ويطلق العنان لصراعات لا يمكن السيطرة عليها، إلا أن تلك التحذيرات لم تجد آذاناً صاغية”. وأكد أن الدولة خرجت تحت ضغط القصف، حرصاً منها على منع التصعيد مع إسرائيل وجرّ البلاد نحو حرب مفتوحة مع الاحتلال، مضيفاً أن العشائر دخلت لاحقاً بعد أن قُتل أقاربهم، في حين لم تكن قوات الأمن قادرة على التحرك.
وبيّن أن الجهات الدولية عادت بعد يومٍ واحد فقط لتطلب من الدولة التدخل وفض النزاع بين العشائر والفصائل المحلية في السويداء، مشيراً إلى أن الوضع استقر منذ أربعة أو خمسة أيام بعد نشر النقاط الأمنية. وأشار الدالاتي إلى جهود بناء مسار تصالحي لتعويض وإعادة السويداء إلى وضعها الطبيعي، مؤكداً أن هذه الخطوات ليست للاستهلاك الإعلامي، بل ستتحول إلى واقع ملموس.
وتطرّق إلى تجارب سابقة في مناطق مثل جرمانا وصحنايا ونبل والزهراء، حين أعادت الدولة الأهالي إلى منازلهم، معتبراً ذلك نموذجاً لفهم الدولة لدورها الحقيقي. ورأى أن التذكير المستمر بأخطاء الماضي يعطّل جهود المصالحة، مطالباً جميع الأطراف بإظهار روح المسؤولية، والالتزام بخيار وطني دون أجندات خارجية.
وختم بالقول: “إن الوجود الحالي للموقوفين مؤقت، فرضته ظروف غير مرغوبة، وإن الدولة تتواصل مع عائلاتهم لتمكينهم من العودة في أقرب وقت ممكن، مؤكداً أن كل من يهدد مصالح البلاد يجب أن يُنبذ”. يشار إلى أن اشتباكات مسلحة اندلعت في 13 تموز الجاري، بين عشائر بدوية ومجموعات مسلحة محلية بالسويداء، أعقبتها تحركات للقوات الحكومية نحو المنطقة لفض النزاع.