الإثنين, 4 أغسطس 2025 03:23 PM

عباس شريفة: لا نصر سياسياً في السويداء.. تدخل إسرائيلي واختطاف من قبل فئة قليلة

عباس شريفة: لا نصر سياسياً في السويداء.. تدخل إسرائيلي واختطاف من قبل فئة قليلة

يرى الكاتب والباحث في مجال الأمن وصراعات منظومات ما دون الدولة، عباس شريفة، أن الأحداث الجارية في السويداء مرتبطة بالتدخل الإسرائيلي عبر أدوات معينة، وبمحاولات تحقيق مكاسب بالاستقواء بالخارج.

وفي تصريح لـ”الوطن”، أوضح شريفة أن كل ما يحدث في السويداء بتفاصيله مرتبط بعامل خارجي يتمثل في التدخل الإسرائيلي عبر بعض الأدوات أو الأشخاص الذين يسعون لتحقيق مكاسب من خلال الاستقواء، مشيراً إلى أن من أبرز هؤلاء “حزب اللواء” و”المجلس العسكري” والفصيل الذي يقوده سلمان، ابن الشيخ حكمت الهجري.

وربط شريفة بين التوتر الذي أحدثته “قوات سوريا الديمقراطية- قسد” في مناطق شمال سوريا فجر اليوم، وتجدد التوتر في السويداء، قائلاً: “رأينا التوتر الذي حصل بمنطقة دير حافر ومن ثم انتقاله إلى السويداء، وترافق ذلك مع تحليق للطيران الحربي الإسرائيلي، وكأن هناك تشكلاً لغرفة عمليات لتحقيق الأجندة”.

واعتبر شريفة أن هدف المشغل الإسرائيلي من هذه الأجندة هو إضعاف الدولة السورية وتفكيكها من خلال فدرلتها وخلق مجال حيوي لإسرائيل تتدخل فيه عن طريق وكلاء محليين، ليصبح الجنوب نطاقاً أمنياً للإسرائيليين يديرونه عبر أدوات محلية لا تنسجم مع الدولة السورية.

وأشار شريفة إلى أن المشاركين في هذا المشروع قد لا يدركون أهدافهم، متسائلاً عن معنى الانتصار الذي يتحدثون عنه، وعن المكسب السياسي الذي يحققونه بعزل السويداء ورفع العلم الإسرائيلي والمطالبة بالانفصال. وأعرب عن اعتقاده بأنه لا يوجد نصر سياسي، بل اختطاف من قبل فئة قليلة أصبحت فاعلة نتيجة الدعم الخارجي والاستقواء بالمال والسلاح على الأكثرية التي لا حول لها ولا قوة، سواء في شرق الفرات أو في جنوب سوريا، مما يدفع نحو تدويل الصراع.

كما أعرب شريفة عن اعتقاده بأن التوتر في السويداء يتحرك بمحركين هما إسرائيل و”قسد”، حيث تهدف إسرائيل إلى الضغط على الدولة السورية، بينما تسعى “قسد” للهروب من أزمتها المتعلقة باستحقاق الاتفاق الذي وقعته مع الدولة (اتفاق 10 آذار).

واعتبر أن هؤلاء يتجهون نحو المجهول، لأن خطابهم وأجنداتهم لا تشير إلى شراكة وطنية، ولا يمتلكون مقومات الفدرلة، كما أن انضمامهم إلى إسرائيل سيخلق أزمة في المنطقة، فضلاً عن أن إسرائيل لا ترغب فيهم.

وأضاف: “السلوك الذي نشاهده من قبل هؤلاء لا ينبئ أنهم ذاهبون إلى شراكة وطنية، خصوصاً عندما يتحدثون عن الدولة بأنها إرهابية وداعشية، ويستعينون بالتدخل الخارجي، ويطلبون من إسرائيل ضرب مبنى هيئة الأركان وتضربه من أجل شخص اسمه حكمت الهجري، بالتالي نحن أمام شرخ كبير جداً لا يتعلق بشرخ بين السلطة وبين حكمت الهجري وإنما بين المكون الاجتماعي نفسه الذي بات يشعر أن هناك جسم غريب في داخله هو عميل لإسرائيل، وبالتالي تنامى لمشاعر الكره بين المكونات السورية نفسها.

ورأى أن المطلوب من الدولة كثير لأن الدولة هي التي يجب أن تسعى للجميع، وبالتالي في النهاية يجب أن تلم البساط الوطني وجمع شمل السوريين.

وأضاف: “ليس الآن وقت أن نقول الحق على من، وإنما الآن الوقت للحلول، وبالتالي الدولة مطلوب منها الانفتاح على كل مكونات السويداء وإدماج المحافظة بهياكل الدولة السورية لتكون جزءاً من الدولة أي في المفاصل العضوية للمؤسسات، وهذا هو الضامن لكي يشعر كل السوريين بأنهم جزء من الدولة”.

مشاركة المقال: