أنطون سعاده والأمة السورية: رؤية الوحدة الشاملة وأثرها على الواقع والمستقبل


هذا الخبر بعنوان "«مفهوم أنطون سعاده للأمة السورية وأهمية وحدتها الجغرافية والاقتصادية والسياسية والعسكرية والتاريخية»" نشر أولاً على موقع syriahomenews وتم جلبه من مصدره الأصلي بتاريخ ١٣ نيسان ٢٠٢٥.
لا يتحمل موقعنا مضمونه بأي شكل من الأشكال. بإمكانكم الإطلاع على تفاصيل هذا الخبر من خلال مصدره الأصلي.
طارق سامي الخوري: أنطون سعاده (1904–1949) مؤسس الحزب السوري القومي الاجتماعي، وصاحب نظرية القومية الاجتماعية، التي تُعد من أبرز الطروحات الفكرية حول مفهوم الأمة في العالم العربي. لم يكن مفهوم الأمة السورية عند سعاده مجرد تعريف جغرافي أو سياسي، بل كيانًا اجتماعيًا تاريخيًا قائمًا على وحدة الأرض والهوية والمصير. رأى سعاده أن الأمة السورية ليست مجموعة طوائف أو عرقيات متفرقة، بل وحدة عضوية نشأت عبر التاريخ في بيئة جغرافية محددة، ما جعلها ذات مصالح مشتركة تستدعي الوحدة الجغرافية، والسياسية، والاقتصادية، والعسكرية.
هذا البحث يناقش مفهوم سعاده للأمة السورية، وأهمية الوحدة التي دعا إليها من زوايا متعددة، وما كان يمكن أن يكون عليه واقعنا اليوم لو تحققت هذه الوحدة.
يعرّف سعاده الأمة السورية بأنها الشعب الذي تكون في بيئة «الهلال الخصيب»، الممتد من جبال طوروس شمالًا إلى سيناء والبحر الأحمر جنوبًا، ومن البحر المتوسط غربًا إلى الصحراء العربية وخليج فارس شرقًا. يرى أن هذه الرقعة الجغرافية احتضنت تاريخيًا تفاعلات اجتماعية وثقافية واقتصادية أدت إلى تكوين شعب واحد بمصالح مشتركة وهوية متميزة.
يؤكد سعاده أن القومية ليست مجرد رابطة عرقية أو دينية، بل نتاج بيئة جغرافية تخلق تفاعلًا تاريخيًا بين السكان، مما يؤدي إلى نشوء وعي قومي واحد. وبالتالي، فإن تجزئة هذه البيئة تعني تقويض تطور الأمة وقدرتها على النهضة.
يرى سعاده أن تجزئة الأمة السورية قد أضعفتها وجعلتها عرضة للاستعمار والهيمنة الأجنبية، وأن الوحدة كانت شرطًا ضروريًا لاستعادة سيادة الأمة وتحقيق نهضتها. يمكن تحليل أهمية هذه الوحدة من خلال عدة أبعاد:
لو أن رؤية أنطون سعاده تحققت، وكانت الأمة السورية موحدة في زماننا، لكانت النتيجة مختلفة تمامًا عمّا نعيشه اليوم. يمكن تلخيص الفوائد المتوقعة لهذه الوحدة في عدة نقاط:
ختاماً، قدم أنطون سعاده رؤية متكاملة للأمة السورية باعتبارها وحدة تاريخية، وجغرافية وسياسية واقتصادية. اعتبر أن التجزئة مصطنعة ومفروضة من الخارج، وأن الوحدة ليست مجرد حلم، بل ضرورة لنهضة الأمة واستعادة دورها الحضاري.
اليوم، وبعد عقود من التجزئة، نرى صحة ما حذر منه سعاده: دول ضعيفة، صراعات داخلية، فقدان للسيادة الاقتصادية والسياسية، وتدخلات أجنبية متواصلة.
لو كانت الأمة السورية موحدة اليوم، لكانت في موقع مختلف تمامًا، قادرة على حماية نفسها وبناء مستقبل قوي ومستقل لشعبها.
وبذلك، تبقى رؤية سعاده نموذجًا فكريًا يمكن الاستفادة منه في إعادة التفكير في مستقبل المنطقة، والعمل على إيجاد صيغ جديدة للتكامل والوحدة بين الشعوب السورية في مواجهة التحديات المعاصرة.
المصادر: كتابات أنطون سعاده، خاصة «نشوء الأمم» و«المحاضرات العشر».
أخبار سوريا الوطن١-وكالات-صباح الخير
سوريا محلي
سياسة
سياسة
سوريا محلي