وزير الأمن القومي الإسرائيلي المتطرف، إيتمار بن غفير، يدعو رئيس الأركان، إيال زامير، إلى إعلان التزامه بتعليمات رئيس الوزراء، بنيامين نتنياهو، حتى في حال اتخاذ قرار بإعادة احتلال قطاع غزة.
بن غفير صرح عبر منصة إكس: "على رئيس الأركان أن يؤكد بوضوح التزامه الكامل بتوجيهات القيادة السياسية، حتى لو تضمن ذلك قراراً بالاحتلال والحسم".
تأتي هذه التصريحات في ظل تصاعد الخلافات بين قادة الجيش الإسرائيلي ونتنياهو، والتي وصفتها صحيفة "يديعوت أحرونوت" العبرية بأنها "وصلت إلى نقطة الغليان".
هذا الهجوم يأتي على خلفية ما ذكرته "يديعوت أحرونوت" من أن الخلاف بين قادة الجيش ونتنياهو وصل إلى ذروته بسبب الحديث عن نية رئيس الوزراء إعادة احتلال غزة، وهو ما يعارضه زامير.
حتى الساعة 6:30 (ت.غ)، لم يصدر تعليق رسمي من الجيش الإسرائيلي على التصريحات التي صدرت مساء الاثنين من مقربين لنتنياهو بشأن عزمه "المضي قدماً في احتلال كامل لقطاع غزة"، وأن "القرار اتخذ، وإذا كان رئيس الأركان يعارض ذلك فعليه الاستقالة".
يائير شن هجوماً لاذعاً على زامير في تعليق على منشور للمعلق العسكري في "يديعوت أحرونوت"، يوسي يهوشوع، دعا فيه نتنياهو إلى توضيح التكاليف المتوقعة لاحتلال غزة أمام الشعب.
يهوشوع كتب: "إذا كان نتنياهو يرغب حقاً في اتخاذ قرار دراماتيكي ومثير للجدل مثل احتلال مدينة غزة ومخيمات الوسط، فعليه أن يشرح للأمة الأثمان المتوقعة من حيث حياة المختطفين والجنود، وأن يعلن تحمله الكامل للمسؤولية، رغم معارضة الجيش".
ورد نتنياهو الابن قائلاً: "إذا كان الشخص الذي أملى عليك التغريدة هو من نعرفه جميعاً (في إشارة إلى رئيس الأركان)، فهذا تمرد ومحاولة انقلاب عسكري تشبه جمهوريات الموز في أمريكا الوسطى في السبعينيات، وهو أمر إجرامي تماماً".
مساء الاثنين، أفاد مسؤولون إسرائيليون بأن نتنياهو اتخذ قراراً بإعادة الاحتلال الكامل لقطاع غزة، وتوسيع العمل العسكري بضوء أخضر أمريكي ضد حركة حماس، في مناطق يُعتقد بوجود الأسرى فيها.
القناة "12" العبرية نقلت عن مسؤولين في مكتب نتنياهو (لم تسمهم) قولهم: "القرار اتُخذ، إسرائيل ستحتل قطاع غزة".
هيئة البث العبرية الرسمية نقلت عن وزراء تحدثوا مع نتنياهو قوله إنه "قرر توسيع نطاق العملية العسكرية في غزة، رغم اختلافات الرأي مع المؤسسة الأمنية".
الجيش الإسرائيلي لم يعلق رسمياً حتى الساعة 7:30 (ت.غ) على التصريحات الصادرة مساء الاثنين من مقربين لنتنياهو بشأن قراره "المضي قدماً في احتلال كامل لقطاع غزة".
لكن قبل دقائق من نشر التسريبات الصادرة عن مقربين لنتنياهو، والتي تضمنت دعوة صريحة لزامير بالاستقالة إذا كانت خطة الاحتلال الكامل للقطاع "لا تناسبه"، أعلن الجيش خطوة تعتبر بمثابة رد عملي على اقتراح إعادة احتلال غزة.
الخطوة التي أعلنها الجيش تمثلت في "إلغاء حالة الطوارئ القتالية التي كانت سارية منذ 7 أكتوبر 2023، والتي بموجبها طُلب من الجنود النظاميين الاستمرار في الخدمة أربعة أشهر إضافية في الاحتياط".
"يديعوت أحرونوت" ذكرت أن "قرار رئيس الأركان في هذه المرحلة لا يعبر فقط عن انتهاء فعلي للحرب، بل يقلص أيضاً حجم القوات النظامية التي يعتمد عليها الجيش في عمليته البرية الأخيرة في قطاع غزة، 'عربات جدعون'".
منذ 17 مايو/ أيار الماضي، ينفذ الجيش الإسرائيلي عدواناً برياً باسم "عربات جدعون"، يتضمن التهجير الشامل للفلسطينيين من مناطق القتال، مع بقاء الجيش في أي منطقة يحتلها.
مساء الاثنين، قرر الجيش الإسرائيلي إلغاء أوامر تجنيد كانت تُلزم الجنود بالاستمرار تلقائياً في خدمة الاحتياط لمدة أربعة أشهر بعد انتهاء الخدمة النظامية، على خلفية "الإنهاك" في صفوفه، وفق ما أفادت "هيئة البث".
في 27 أبريل/ نيسان الماضي، قالت "يديعوت أحرونوت" إن الجيش الإسرائيلي بدأ إجبار جنوده النظاميين على البقاء في الخدمة لمدة 4 أشهر إضافية بعد انتهاء خدمتهم، في ظل النقص بأعداد المقاتلين.
الصحيفة ذكرت أنه "بسبب النقص في القوات المقاتلة في الجيش الإسرائيلي، قامت شعبة القوى العاملة في الأيام الأخيرة بتثبيت 'كود الطوارئ 77' الذي يقضي بإبقاء المقاتلين في الجيش بعد انتهاء خدمتهم الإلزامية".
في 29 يوليو/ تموز الماضي، كشفت صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية أن نتنياهو عرض على المجلس الوزاري المصغر "كابينيت" خطة "مصدقا عليها أمريكيا" لاحتلال أجزاء من قطاع غزة.
فكرة "احتلال غزة" جاءت عقب تصريحات مثيرة للجدل للرئيس الأمريكي دونالد ترامب قال فيها إن "قرار التخلي الإسرائيلي عن غزة قبل عشرين عاما كان قرارا غير حكيم"، في إشارة إلى انسحاب أرييل شارون من غزة عام 2005.
ترامب أضاف أنه يحتفظ بـ"خطة واضحة" للتعامل مع الوضع في غزة، لكنه فضل عدم الكشف عنها حالياً، مكتفياً بالقول: "الآن علينا إطلاق سراح الرهائن.. وعلى إسرائيل اتخاذ قرار. أعرف ما سأفعله، لكنني لست متأكداً من أنه ينبغي لي الإفصاح عنه".
بدعم أمريكي منذ 7 أكتوبر 2023، تشن إسرائيل حرب إبادة جماعية بغزة تشمل القتل والتجويع والتدمير والتهجير القسري، متجاهلة النداءات الدولية كافة وأوامر لمحكمة العدل الدولية بوقفها.
وخلفت الإبادة أكثر من 210 آلاف فلسطيني بين شهيد وجريح، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 9 آلاف مفقود، إضافة إلى مئات آلاف النازحين ومجاعة أزهقت أرواح كثيرين بينهم عشرات الأطفال.