يبدو أن إسرائيل تلوح بورقة الاغتيالات في تعاملها مع حركة "حماس"، التي صمدت رغم مرور أكثر من 669 يومًا على الحرب في قطاع غزة، والتي خلفت أكثر من 210 آلاف شهيد وجريح.
حركة "حماس"، التي فقدت العديد من قادتها السياسيين والعسكريين، لا تزال ثابتة على موقفها وتتحدى إسرائيل، مصرة على شروطها التي وضعتها على طاولة المفاوضات منذ بداية الحرب.
هذه المواقف دفعت إسرائيل للتلويح بالاغتيالات، رغم التحذيرات العربية والدولية، مدعية حصولها على ضوء أخضر من إدارة دونالد ترامب، بهدف إجبار "حماس" على الاستسلام.
الإعلام العبري يركز على هذا الأمر، بينما يرى محللون إسرائيليون أن "دول عربية تسعى للتخلص من حماس واغتيال قادتها أينما كانوا"، مما ينذر بمرحلة خطيرة بهجوم على "حماس" بضوء أخضر أمريكي وعربي.
كانت الحكومة الإسرائيلية قد أقرت خطة عسكرية لاجتياح بري كامل لقطاع غزة، واغتيال قيادات حركة "حماس" في الخارج، بعد فشل مفاوضات تبادل الأسرى، بحسب القناة "14" العبرية.
وقال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إن "ثلاثة أهداف تحدد مسار المعركة: حسم العدو، وتحرير الأسرى، وضمان ألا تعود غزة تهديدا على إسرائيل"، مؤكدا أن إسرائيل وصلت إلى "نقطة الحسم" بعد توقف المفاوضات مع حماس.
وذكرت القنوات العبرية أن الكابينيت الأمني الإسرائيلي سيعقد جلسة لتبني خطة "إخضاع غزة عسكريا وتصفية حماس بالكامل، بما يشمل اغتيال قياداتها داخل القطاع وخارجه".
وأضافت التقارير أن إسرائيل "تحتفظ بحقها في استهداف قادة حماس أينما وجدوا، بما في ذلك في الخارج"، في إشارة لاغتيالات محتملة في لبنان، وقطر، وتركيا.
وتأتي هذه الخطوة رغم تحفظات داخل الجيش الإسرائيلي، حيث توجد خلافات مع القيادة السياسية بشأن جدوى اجتياح غزة وتأثيره على حياة الأسرى.
إلا أن موقف نتنياهو هو الذي رجّح الكفة، كما حدث سابقا في المواجهة مع إيران، بحسب الإعلام العبري.
ويُنظر إلى هذا القرار كتصعيد ينذر بتوسيع رقعة الحرب، وسط مخاوف من ردود فعل إقليمية ودولية.
من جانبه، أكد حسام بدران، عضو المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية "حماس"، أن تهديدات الاحتلال الإسرائيلي باغتيال قيادات الحركة "مكررة ومستهلكة"، ولا تؤثر على قرارات قيادة المقاومة.
وقال بدران إن "الاحتلال يطلق هذه التهديدات للتغطية على فشله الميداني، لكنها لا تحمل أي قيمة عملية، ولن تثنينا عن مواصلة طريق المقاومة والدفاع عن شعبنا"، مضيفًا: "نتعامل مع كيان لا يحترم أي قانون دولي، وتديره عصابة من المجرمين، وهو ما ينعكس بوضوح في سلوك جيشه وسياساته تجاه شعبنا الأعزل".
وأشار إلى أن "الاحتلال لا يتوقف عن ارتكاب الجرائم، من قصف المنازل إلى استهداف المدنيين، مروراً بالتجويع والحصار"، موضحاً أن "هدفنا المركزي الآن هو وقف الحرب العدوانية الهمجية ضد شعبنا في غزة والضفة والقدس".
ولفت بدران إلى أن "إسرائيل تحاول من خلال هذه اللغة التصعيدية تعويض خسائرها وتهدئة الرأي العام الداخلي"، لكنه شدد على أن "إرادة المقاومة الفلسطينية لم تنكسر رغم القصف والحصار والاغتيالات، وقرارنا سيادي لا يخضع لابتزاز أو تهديد".
وأشار بدران إلى أن الاحتلال انسحب من جولة المفاوضات الأخيرة رغم التوصل إلى تفاهمات متفق عليها من الوسطاء، مؤكدًا أن الاتصالات مع الوسطاء ما زالت مستمرة، مشيرًا إلى أن الكرة الآن في ملعب الاحتلال والطرف الأمريكي. وأضاف أن "ويتكوف" والاحتلال يفاوضان بعضهما البعض دون وجود مقترحات جديدة، وأن التفاهمات الأخيرة كانت منطقية.
ولفت إلى أن سلاح المقاومة ملك لجميع الفصائل الفلسطينية والشعب الفلسطيني، وليس حكرًا على حماس فقط، مؤكداً أن الحديث عنه شأن فلسطيني داخلي.
وأشار بدران إلى أن سلاح المقاومة مرتبط بزوال الاحتلال وقيام دولة فلسطينية كاملة السيادة، وليس مجرد إعلان أو اعتراف شكلي، مطالبًا بمنح الشعب الفلسطيني دولة ذات سيادة يكون فيها سلاح المقاومة جزءًا من جيش الدولة، واختتم قائلاً إن قضية سلاح المقاومة تُستخدم كذريعة لخداع المجتمع الدولي وتضليله، مستندًا إلى الأحداث المتصاعدة في الضفة الغربية وجرائم المستوطنين التي تبرز هذه الحقيقة.
وهنا التساؤل المطروح.. هل تنفذ إسرائيل الاغتيالات؟ وما مواقف الدول العربية؟ وهل هناك مخطط للتخلص من الحركة بقرار عربي؟
اخبار سورية الوطن 2_وكالات _راي اليوم