على عكس معظم السلع التي شهدت انخفاضاً في الأسعار خلال الأشهر الماضية، حافظت العقارات في دمشق على قيمتها، بل وتجاوزت التوقعات. خبراء يرون أن هذا الثبات الظاهري في الأسعار ما هو إلا انعكاس للواقع، وأن الانخفاضات التي يتم تداولها على وسائل التواصل الاجتماعي غير حقيقية.
د. يوسف : أسعار العقارات في بعض أحياء العاصمة تصل إلى مليون ونصف مليون دولار
خارج معادلة انخفاض الأسعار
الدكتور عمار يوسف، الخبير في مجال العقارات، أوضح لصحيفة ” الحريّة” أن العقارات تمثل وسيلة استثمارية وائتمانية في سوريا، وهي بذلك خارج معادلة انخفاض الأسعار. وأشار إلى أن المشكلة تكمن في العرض المحدود، وأن الموقع يلعب دوراً حاسماً في تحديد سعر العقار. فالعقار في منطقة المالكي يختلف عن ذاك الموجود في المزة86، والعقار في دمشق يختلف عن العقارات في المحافظات الأخرى. كما أكد أن التغيرات في أسعار مواد البناء لا تؤثر بشكل كبير على أسعار العقارات.
يتجاوز سعر بعضها 1.5 مليون دولار
وأضاف د. يوسف أن الأحياء الراقية في دمشق، مثل المالكي وأبو رمانة وباب توما وتنظيم كفرسوسة، تشهد أعلى ارتفاع في الأسعار. ورغم بعض الانخفاضات الاسمية التي طرأت على الأسعار بالليرة السورية، إلا أنها لا تزال مرتفعة بالدولار الأمريكي، وهو المعيار الحقيقي. وأكد أن أسعار العقارات في دمشق تقترب من أسعار العقارات في طوكيو وتنافس عواصم أوروبا وأمريكا، حيث يصل سعر بعض العقارات إلى مليون ونصف مليون دولار. والسبب في ذلك يعود إلى أن العقار في سوريا يستخدم للمضاربة والائتمان، وليس فقط للسكن كما هو الحال في معظم دول العالم. وأشار إلى أن شقة بمساحة 100 متر مربع في منطقة المالكي قد يصل سعرها إلى 500 ألف دولار، بينما نفس الشقة في المزة86 قد لا تتجاوز 50 ألف دولار.
د. يوسف : العقار في سوريا عبارة عن وسيلة استثمارية وائتمانية فقط
يحتاج سنوات طويلة
وحول إمكانية إيجاد حلول لارتفاع أسعار العقارات في دمشق، أوضح د. يوسف أن ذلك يتطلب سنوات طويلة من العمل على زيادة العرض وتقليل الطلب. وأشار إلى أن أي انخفاض في الأسعار سيكون محدوداً بمنطقة معينة، ولن يشمل عموم البلاد. وأكد على أهمية تغيير الثقافة الإسكانية، بحيث يصبح العقار وسيلة للسكن وليس للمتاجرة والمضاربة. ولتحقيق ذلك، يجب على الحكومة طرح أراض معدة للبناء وتشجيع الاستثمارات العقارية الجديدة.
وختم د. يوسف حديثه بالإشارة إلى حالة الجمود التي تشهدها سوق العقارات في دمشق حالياً، بسبب إيقاف المعاملات العقارية، وانخفاض سعر الدولار، وعودة بعض الأشخاص إلى محافظاتهم الأصلية. وأكد أن هذه العوامل أدت إلى جمود غير مسبوق وانخفاض وهمي في الأسعار.
اخبار سورية الوطن 2_وكالات _الحرية