وقعت تركيا وسوريا يوم الثلاثاء بروتوكولاً يهدف إلى تأسيس لجنة اقتصادية وتجارية مشتركة بين البلدين، وذلك في خطوة تعكس رغبة مشتركة في تعزيز العلاقات الثنائية.
جرت مراسم التوقيع في مقر وزارة التجارة التركية بالعاصمة أنقرة، بحضور وزير التجارة التركي عمر بولاط، ووزير الاقتصاد والصناعة السوري نضال الشعار.
أكد عمر بولاط في كلمته خلال مراسم التوقيع على أهمية هذه الخطوة، مشيراً إلى أن الوزير الشعار هو أول مسؤول اقتصادي سوري يزور تركيا منذ سقوط النظام المخلوع بشار الأسد. وأضاف أن الاقتصاد القوي والإدارة الرشيدة في سوريا سيسهمان في استقرار المنطقة بأسرها، بالإضافة إلى تحقيق الرخاء والاستقرار لسوريا وشعبها.
وأوضح بولاط أن العلاقات الاقتصادية بين البلدين تشهد تحسناً ملحوظاً بعد سقوط النظام المخلوع، مستشهداً بأرقام التبادل التجاري التي بلغت 1.9 مليار دولار خلال الأشهر السبعة الأولى من العام الحالي، مقارنة بـ 2.6 مليار دولار خلال العام الماضي بأكمله.
كما تطرق بولاط إلى اتفاقية التجارة الحرة المبرمة سابقاً بين أنقرة ودمشق، والتي تم تعليقها بعد عام 2011، مقترحاً على الجانب السوري إبرام اتفاق شراكة اقتصادية شاملة من الجيل الجديد كبديل للاتفاقية السابقة، بهدف تحقيق تكامل اقتصادي بين البلدين يشكل نموذجاً يحتذى به في المنطقة.
وفيما يتعلق باللجنة الاقتصادية التجارية المشتركة، أوضح بولاط أن أنشطة التعاون الاقتصادي ستتواصل في إطار هذه اللجنة، مشيراً إلى أن اتفاقية النقل البري الدولي الموقعة بين أنقرة ودمشق في يونيو/ حزيران الماضي ستساهم في تسريع العلاقات الاقتصادية وتسهيل وصول المصدرين وسائقي الشاحنات إلى سوريا بتكلفة أقل، بالإضافة إلى توسيع شبكات اللوجستيات.
واقترح الوزير بولاط أيضاً تأسيس لجنة جمركية مشتركة، مؤكداً أن تركيا تواصل تحديث وتوسعة المعابر الحدودية السبعة النشطة حالياً بين البلدين لتلبية الزيادة في حركة المسافرين والتجارة.
وأعلن الوزير التركي عن اعتزامهم إعادة تأسيس مجلس الأعمال التركي السوري عبر مذكرة سيتم توقيعها غداً الأربعاء في مقر مجلس العلاقات الاقتصادية الخارجية التركي في إسطنبول، لافتاً إلى أن البنوك المصرفية التركية تستعد لدخول السوق السورية في أقرب وقت.
وأشار إلى وجود رغبة لدى الجانب السوري في مشاركة المستثمرين الأتراك بفاعلية في إعادة إعمار البنية التحتية والمرافق الاجتماعية والمساكن في سوريا، مؤكداً ترحيب بلاده بتعزيز وتطوير التعاون مع سوريا في مختلف القطاعات والمجالات.
من جانبه، أكد الوزير السوري الشعار أن بلاده تعتبر تركيا "شريكاً استراتيجياً لا غنى عنه"، مشيراً إلى عمق العلاقات بين دمشق وأنقرة، واصفاً تركيا بأنها "الوطن الثاني لكثير من السوريين الذين احتضنتهم ووقفت إلى جانب تطلعاتهم". وأضاف أن سوريا وتركيا ستواصلان معاً "طريق الإنتاج المشترك والأسواق المتكاملة والاستثمارات المتبادلة".