القامشلي – نورث برس – صرح إسحاق أندكيان، الخبير في إدارة الأزمات الدولية، لنورث برس يوم الأربعاء، بأن زيارة مستشار الأمن القومي البريطاني، جوناثان باول، إلى دمشق تحمل دلالات سياسية مهمة، وتأتي في وقت تشهد فيه سوريا أزمات داخلية متفاقمة.
وكان الرئيس السوري أحمد الشرع قد استقبل باول يوم الثلاثاء في العاصمة دمشق، بحضور وزير الخارجية أسعد الشيباني ورئيس الاستخبارات العامة حسين السلامة.
وأوضح أندكيان أن الزيارة تأتي في ظل أزمات داخلية تهدد أمن واستقرار البلاد، مشيراً إلى أن "ما حصل في الساحل السوري، والتوترات المتصاعدة في السويداء، والهجمات على قوات سوريا الديمقراطية في ريف حلب، وتفجير كنيسة مار إلياس في حي دويلعة بدمشق، تؤشر إلى أزمة بنيوية عميقة في تركيبة النظام السياسي، حيث تتعرض فئات متعددة من المجتمع السوري، ممن لا ينسجمون مع بنية النظام، إلى التهميش أو الاستهداف".
ويرى الخبير في إدارة الأزمات الدولية أن زيارة باول "يمكن أن تُفهم كمحاولة لطمأنة المكونات الدينية والعرقية داخل سوريا، وحث النظام السوري على الحفاظ على التعددية المجتمعية، كشرط غربي لرفع العقوبات الاقتصادية".
وأضاف: "تلعب بريطانيا، من خلال هذه الزيارة، دوراً تنسيقياً باسم القوى الغربية، في محاولة لإعادة ترتيب المشهد السياسي في سوريا، وتوجيه رسائل واضحة للنظام حول المرحلة المقبلة، بما يشبه نسخة دبلوماسية حديثة لدور لورنس العرب في المنطقة".
وأشار أندكيان إلى أن "هذه التحركات تأتي بالتوازي مع التحضير للقاء مرتقب في باريس، بين وفد من الحكومة السورية ووفد من قوات سوريا الديمقراطية (قسد)، حيث تشير مصادر إلى أن زيارة باول قد تمهّد لهذا اللقاء".
ولفت إلى أن لقاء باريس المرتقب من المرجح أن يكون "بمثابة خطوة أولى نحو إعادة دمج قسد ضمن الدولة السورية، مع مناقشة تفاصيل ترتبط بالحكم المحلي، وإدارة الموارد، وتمثيل الكرد في المؤسسات الوطنية، بما في ذلك الحكومة والبرلمان، إلى جانب قضايا تتعلق بالتعليم واللغة، والاعتراف بالشهادات الرسمية".
إعداد وتحرير: عبد السلام خوجة