تستعد "الإدارة الذاتية" في شمال شرقي سوريا لعقد مؤتمر تحت اسم "وحدة الموقف لمكونات شمال شرقي سوريا"، دون تحديد موعد أو مكان محددين. ويهدف المؤتمر إلى جمع ممثلين عن مختلف مكونات المنطقة، بما في ذلك الكرد والعرب والسريان الآشوريين والأرمن والإيزيديين والتركمان والشركس، وفقًا لما ذكرته وكالة "هاوار" المحلية يوم الثلاثاء 5 آب.
سيقام المؤتمر تحت شعار "معًا من أجل تنوّع يعزز وحدتنا، وشراكة تبني مستقبلنا". وأوضح جوان ملا إبراهيم، عضو اللجنة التحضيرية للمؤتمر والرئيس المشترك لدائرة الإعلام في "الإدارة الذاتية"، أن اللجنة تتألف من حوالي 20 عضوًا يمثلون جميع المكونات في المنطقة ومن مختلف المحافظات الخاضعة لسيطرة "قوات سوريا الديمقراطية" (قسد).
وأشار جوان ملا إبراهيم إلى أن التحضيرات لهذا الاجتماع بدأت منذ حزيران الماضي كمبادرة مجتمعية من مكونات شمال شرقي سوريا، مؤكدًا أن جميع المكونات تشارك في هذه التحضيرات. كما لفت إلى أن محاولات إثارة الفتنة بين المكونات في سوريا تصاعدت بعد انهيار نظام "البعث"، وأن المشاركين يسعون من خلال المؤتمر إلى تأكيد وحدة المكونات بهدف بناء سوريا لا مركزية وديمقراطية.
وفقًا لمعلومات قدمها جوان ملا إبراهيم لوكالة "هاوار"، تمت دعوة العديد من الشخصيات المجتمعية والثقافية والدينية والروحية والاجتماعية للمشاركة، ويتراوح عدد المندوبين بين 400 و 500 شخص. وستتم مناقشة مسودة يجري إعدادها حاليًا خلال المؤتمر، على أن يختتم المؤتمر ببيان ختامي.
وفي سياق متصل، أعلن عضو الوفد الكردي فيصل يوسف في 4 حزيران الماضي عن أسماء "الوفد الكردي الموحد"، المكون من تسعة أعضاء ورئاسة مشتركة، للتفاوض مع الحكومة السورية بشأن حقوق الشعب الكردي في سوريا ومستقبله. وحتى تاريخ كتابة هذا التقرير، لم يزر وفد "مؤتمر وحدة الصف الكردي" العاصمة دمشق للتفاوض، بينما زار وفد "الإدارة الذاتية"، الذي ضم في صفوفه العرب والكرد والسريان الآشوريين، بهدف التفاوض حول كل ما يتعلق بـ "الإدارة الذاتية".
ويفاوض وفد "الإدارة الذاتية" الحكومة السورية ويبحث بنود الاتفاق الموقع بين الرئيس السوري في المرحلة الانتقالية، أحمد الشرع، والقائد العام لـ "قوات سوريا الديمقراطية" (قسد)، مظلوم عبدي. ويضم الوفد فوزة يوسف، عضو الهيئة الرئاسية لحزب "الاتحاد الديمقراطي"، وعبد حامد المهباش، الرئيس المشترك لحزب "سوريا المستقبل" والرئيس السابق للمجلس التنفيذي، وسنحريب برصوم، الرئيس المشترك لحزب الاتحاد السرياني، وأحمد يوسف، الرئيس المشترك لهيئة المالية، وسوزدار حاجي، عضو القيادة العامة لـ "وحدات حماية المرأة" و "قوات سوريا الديمقراطية" (قسد).
وفيما يتعلق بـ "الوفد الكردي الموحد"، قال قائد "قوات سوريا الديموقراطية" (قسد)، مظلوم عبدي، إن تشكيل الوفد الذي سيتفاوض مع الحكومة السورية بشأن مخرجات مؤتمر "وحدة الصف الكردي" يأتي في إطار تنفيذ اتفاقه مع الرئيس السوري في المرحلة الانتقالية، أحمد الشرع. وأوضح عبدي في تغريدة نشرها عبر حسابه في منصة "إكس" أن تشكيل "الوفد الكردي الموحد" يؤكد على تثبيت حقوق الشعب الكردي دستوريًا في سوريا موحدة. واعتبر عبدي أن الوفدين، الوفد الممثل لشمال شرقي سوريا (وفد الإدارة الذاتية) والوفد "الكردي الموحد"، يمثلان مسارًا متكاملًا يجسد التزام "قوات سوريا الديمقراطية" (قسد) بالحوار الوطني كخيار استراتيجي نحو مستقبل يحقق العدالة والمساواة.