نجحت فرق الإنقاذ السورية، مدعومة بفرق الطوارئ التركية (AFAD)، في إنقاذ طفل سقط في بئر شمالي الرقة، وذلك بعد جهود مضنية استمرت قرابة 14 ساعة.
أفاد مراسل عنب بلدي بأن الطفل، علي صالح عبدي، البالغ من العمر أربع سنوات، قد أُخرج حيًا اليوم، 7 آب، بعد سقوطه في بئر ضيق بعمق 50 مترًا في قرية كورمازة بريف تل أبيض الشمالي شمالي محافظة الرقة.
وذكر المراسل أن الحادثة وقعت يوم الأربعاء حوالي الساعة الخامسة والنصف مساءً، عندما سقط الطفل داخل بئر قديم وضيق وعميق أثناء لعبه بالقرب منه. استمرت جهود الإنقاذ المكثفة لمدة 14 ساعة متواصلة حتى تم إخراجه صباح اليوم.
من جهته، أعلن وزير الطوارئ وإدارة الكوارث السوري، رائد الصالح، عن تنسيق الدعم مع الفرق التركية، مؤكدًا تخصيص كافة الإمكانيات اللازمة لإنقاذ الطفل في أسرع وقت ممكن. وأكد عبر حسابه على “إكس” العمل على تجهيز مراكز قريبة لحماية الأرواح وتقديم الاستجابة الطارئة في المنطقة.
استجابة منذ بداية الحادثة
أوضح مدير مكتب الإعلام في المجلس المحلي لمدينة تل أبيض، متعب حسين، لعنب بلدي، أن الطفل علي صالح عبدي سقط في بئر ضيق وعميق في قرية كورمازة بريف المدينة، وأن المجلس المحلي بادر على الفور بإرسال فرق الدفاع المدني والآليات للمساعدة في عمليات الإنقاذ.
وأشار حسين إلى أن فرق الإنقاذ واجهت تحديات كبيرة بسبب طبيعة البئر وضيقه الشديد، ما تطلب العمل بحذر شديد لتفادي أي ضرر إضافي للطفل. وأضاف أن فرقًا مختصة من الطوارئ التركية انضمت لاحقًا إلى العملية، ما ساهم في تسريع جهود الإنقاذ وتعزيز الإمكانات التقنية واللوجستية المستخدمة.
كما أشار إلى أن عملية الإنقاذ استمرت 14 ساعة متواصلة، تخللها تقديم الماء والأوكسجين للطفل عبر أنابيب خاصة، قبل أن تنجح الفرق صباح اليوم في إخراجه وهو على قيد الحياة، ليُنقل مباشرة إلى أحد المشافي التركية لتلقي الرعاية اللازمة.
حوادث سابقة
سُجلت في ريف تل أبيض خلال السنوات الماضية عدة حوادث لسقوط أطفال داخل آبار ارتوازية، نتيجة تركها مفتوحة وبدون وسائل أمان كافية، وغالبًا ما تكون فارغة من الماء، ما يجعلها مصائد خطرة تهدد حياة المدنيين، وخاصة الأطفال الذين يلعبون في محيطها.
وتتكرر حالات وفاة الأطفال داخل الآبار في الشمال السوري، وأبرزها كانت في تموز 2022، حيث توفي ثلاثة أطفال وأصيب رابع، بسبب سقوطهم في بئر بعمق عشرة أمتار في قرية سردين بريف إدلب الشمالي.
تقع تل أبيض بمحاذاة الحدود التركية، ويُسيطر عليها “الجيش الوطني السوري” (انضمت فصائله إلى وزارة الدفاع السورية)، بينما تحيط بها جبهات قتال باردة مع “قوات سوريا الديمقراطية” (قسد)، وتُعتبر الحدود التركية منفذها الوحيد نحو الخارج.