الخميس, 7 أغسطس 2025 08:04 PM

الجاموفوبيا: لماذا يخشى الشباب الزواج وكيف يمكن التغلب على هذا الرهاب؟

الجاموفوبيا: لماذا يخشى الشباب الزواج وكيف يمكن التغلب على هذا الرهاب؟

"رهاب الزواج" أو "الجاموفوبيا"، مصطلح يبرز كظاهرة نفسية تثير قلق الشباب. هذه الظاهرة تحول الزواج، الذي يفترض أن يكون رحلة نحو الاستقرار وبناء الأسرة، إلى مصدر خوف وقلق عميقين، مما يدفع البعض لتجنبه كـ "خطر يجب تفاديه". فما هي جذور هذا الخوف وكيف يتشكل؟ وما آثاره؟ والأهم، كيف يمكن مواجهته؟

– المصطفى: انتشار الظاهرة قد يؤثر على التركيبة السكانية للمجتمع ويزيد من نسبة العزوبية.

فوبيا الزواج

الاختصاصية النفسية مريم المصطفى، وفي حوار مع صحيفة "الحرية"، تعرف رهاب الزواج (الجاموفوبيا) بأنه خوف مرضي وغير عقلاني من الزواج. ومن خصائصه أنه لا يقتصر على مجرد التردد الطبيعي، بل يتعداه إلى شعور طاغ بالخوف والرهبة، يدفع الفرد إلى تجنب أي ارتباط جاد. وقد بين ع.م أن أخاه الأكبر تزوج منذ ثلاث سنوات من فتاة أحبها بشدة، إلا أن زواجهما لم يدم أكثر من ستة أشهر نتيجة خلافات كثيرة، ما جعل هذا الزواج يكلل بالفشل. وهنا يدلي م برأيه قائلاً إنه أصبح يخاف الارتباط والزواج نتيجة تجربة لمسها من أقرب الناس، والتي بدأت بالحب وانتهت بالانفصال.

المصطفى: توفير منصات آمنة للشباب للتحدث عن مخاوفهم وتبادل الخبرات يساعد على تطبيع الحديث عن المخاوف وكسر الصورة النمطية السلبية.

أسباب الخوف

يكمن السبب الرئيس، وفق رأي المصطفى، وراء انتشار الجاموفوبيا في مراقبة أصحاب هذه الفوبيا للتجارب الشخصية للآخرين، وما يرونه من آثار سلبية للزواج. وقد تكون هذه التجارب عبارة عن خلافات زوجية أو مشاكل مالية، أو ربما انفصالات، أو مجرد قصص عن صعوبات الحياة الزوجية وما يواجهونه. ومع تضخيم هذه المخاوف، يصبح الزواج في نظرهم خطراً داهماً يجب تفاديه.

-الكريدي: زيادة نسبة العزوبية وتأخر سن الزواج قد يؤثران على معدلات المواليد، وبالتالي على القوة العاملة المستقبلية.

آثار سلبية

تترك الجاموفوبيا آثاراً سلبية عميقة، هذا ما بينته المصطفى. فبالإضافة إلى العزلة الاجتماعية، قد يؤثر هذا الخوف على مستقبل الأفراد المهني والشخصي، ويحرمهم من تجربة بناء أسرة وتحقيق الاستقرار العاطفي، لافتة إلى أن انتشار هذه الظاهرة قد يؤثر على التركيبة السكانية للمجتمع ويزيد من نسبة العزوبية.

يلعب دوره برشاقة

من جهته، بين محمد الكريدي، خبير اقتصادي، أن الوضع المعيشي يلعب دوره برشاقة وخفة بالغة في إثارة الخلافات الأسرية والزوجية. كما يمكن أن يؤدي انتشار الجاموفوبيا إلى تأثيرات سلبية على المدى الطويل على التركيبة السكانية والنمو الاقتصادي، لافتاً إلى أن زيادة نسبة العزوبية وتأخر سن الزواج قد يؤثران على معدلات المواليد، وبالتالي على القوة العاملة المستقبلية. كما أن التركيز على تجنب الزواج قد يعكس قلقاً اقتصادياً أعمق لدى الشباب بشأن قدرتهم على تحمل مسؤوليات الزواج وتكاليفه، ما يستدعي كحلول عملية، دراسة معمقة للبيئة الاقتصادية والاجتماعية التي تشكل هذه المخاوف، والعمل على توفير حوافز أو دعم اقتصادي لتشجيع الاستقرار الأسري.

بناء جسور الثقة والتفاهم

لمواجهة هذه الظاهرة، قدمت المصطفى مقترحات عملية تتجاوز مجرد فهم الأسباب، لتصل إلى بناء حلول فعالة، حيث أكدت ضرورة أن يفهم الأفراد أن التجارب السلبية ليست قاعدة، وأن الزواج الناجح ممكن وقائم. لذا، يجب تقديم توعية مجتمعية حول أهمية الزواج الصحي، وتقديم الاستشارات الأسرية، وتغيير الصورة النمطية السلبية للزواج في الإعلام والمجتمع. كما شجعت المصطفى الشباب على طلب المساعدة النفسية من اختصاصيين عند الشعور بالخوف المفرط من الزواج، وعدم عدّ ذلك ضعفاً بل خطوة نحو الصحة النفسية، مشددة على أهمية التركيز على بناء علاقات قائمة على الثقة والتفاهم، مضيفة أنه يجب تزويد الشباب بالأدوات اللازمة عبر ورش عمل حول مهارات التواصل الفعال وحل النزاعات. وهنا تدعو المصطفى إلى تشجيع الأسر على تقديم نماذج زوجية إيجابية، وتوفير منصات آمنة للشباب للتحدث عن مخاوفهم وتبادل الخبرات، ما يساعد على تطبيع الحديث عن هذه المخاوف وكسر الصورة النمطية السلبية، لافتة إلى أن الهدف النهائي هو تمكين الشباب من تطوير ثقتهم بأنفسهم وقدرتهم على اتخاذ قرارات حياتية مهمة ومصيرية، بما في ذلك قرار الزواج، بناءً على فهم واع وليس خوفاً.

نحو زواج واع

ختمت المصطفى بأن مواجهة رهاب الزواج تتطلب جهداً مشتركاً من الأفراد والمجتمع معاً، ويكون ذلك من خلال الفهم الأعمق والدعم النفسي، والتركيز على الإيجابيات وتزويد الشباب بالأدوات اللازمة، يمكننا مساعدتهم على تجاوز مخاوفهم، وبناء مستقبل زواج صحي وسعيد.

اخبار سورية الوطن 2_وكالات _الحرية

مشاركة المقال: