الإثنين, 1 ديسمبر 2025 06:14 PM

طرطوس في قلوب المغتربين: ذكريات لا تغيب وحنين دائم

طرطوس في قلوب المغتربين: ذكريات لا تغيب وحنين دائم

سناء عبد الرحمن: كلما ابتعد المغتربون عن مدينة طرطوس، استحضرت ذاكرتهم تفاصيلها، فشوقهم إليها لا ينقطع. يستعيدون الشوارع والأزقة وعبق الملح، فتعود المدينة لتنبض في وجدانهم، وتتحول من مجرد مكان إلى مساحة حية في القلب. تنقل "الحرية" شهادات من أبناء المدينة الذين يعيشون بعيداً، لكنهم ينظرون إليها بعين الحنين.

شارع الكورنيش يُعيدها إلى نفسها

تتحدث سارة خدام، التي كانت تقيم في حي الجمعية قبل انتقالها إلى لندن، عن حنينها لشارع الكورنيش البحري. تقول: "قال لي أحدهم مرة إنني بنت الأرض، فمهما ابتعدتُ عن طرطوس تبقى المدينة متجذرة في روحي". تصف نوستالجياها بأنها "قوية حدّ الإرهاق"، وتضيف أنها منحت أحد الشوارع في ذاكرتها اسمها الشخصي، لأنه كان المكان الذي "تتنفس فيه حرفياً". وتلخص ارتباطها بالمدينة بعبارة: "طرطوس هي طريق العودة النظيف".

مدينة تشبه موجها

يصف حسن الحلو، الذي عاش بين حلب وطرطوس قبل أن يستقر في أربيل، المدينة وصفاً شاعرياً. يقول: "طرطوس صبية جميلة، تحاول أن تمنع نفسك من محبتها خوفاً من التورط في حكاية تعلق جديدة". ويتابع: "لكن شيئاً فشيئاً، تجذبك المدينة كما يجذبك الموج عندما ترخي جسدك له، ثم تغمرك حتى تنسى أن هناك حباً قديماً، وتصير هي الحب الأول والأخير".

المدينة التي تُختصر بناسها

ترى نور عيسى، المهندسة المعمارية المقيمة في ألمانيا، أن طرطوس ليست أماكن بقدر ما هي مشاهد عائلية وذكريات حية. تقول: "طرطوس هي أمي على الشرفة تلعب الزهر مع أبي، وهي جلستي مع صديقاتي في مقهى شاهين على لعبة شدة، وهي أول شتوة ومشوار السباحة". وتضيف: "اختصار طرطوس صعب، لكن إن كان لا بد من جواب، فهي ناسها قبل أي شيء".

مدينة لا تغادر صاحبها

تعبر ريما حسن، الطالبة الجامعية في موسكو، عن شوقها قائلة: "علّمتني الغربة أن هناك مدناً تعيش فيك أكثر مما تعيش فيها، وطرطوس واحدة منها". وتتابع: "كلما ابتعدتُ أكثر، أشعر أن شيئاً من روح المدينة يرافقني: رائحة الملح، وصوت البحر، وبساطة الناس. لا يمرّ يوم من دون أن أفتقدها، فهناك مدن لا تُترك لأنها جزء من هويتك".

ختاماً

تتفق شهادات أبناء طرطوس على أن المدينة ليست مجرد مكان على الخريطة، بل ذاكرة تُختزن في القلب، ومزيج من البحر والناس واللحظات الأولى التي ترافقهم أينما ذهبوا. وعندما يتحدث المغتربون عنها، فإنهم يستعيدون وطناً صغيراً يسكنهم قبل أن يسكنوه، وطناً اسمه طرطوس.

اخبار سورية الوطن 2_وكالات _الحرية

مشاركة المقال: