افتتحت جمعية "مساحة أمان" مركزها الجديد في منطقة العبارة بحلب، اليوم، وذلك برسالة تهدف إلى تمكين الشباب وإتاحة مساحة للإبداع. جاء الافتتاح من خلال معرض فني يضم إنتاج عشرين شاباً وشابة، قدموا ما يقارب ثلاثين لوحة فنية متنوعة.
تنوعت اللوحات المعروضة بين الخط العربي، والبورتريه، والفن التجريدي، والفن الواقعي، بالإضافة إلى شخصيات كرتونية. ويجسد المعرض، الذي يستمر حتى التاسع من آب الحالي، رؤية الجمعية الشابة التي تأسست في الرابع من كانون الثاني عام 2025، بعد فترة وجيزة من تحرير حلب.
أوضحت مديرة الجمعية، مريم كريم، في تصريح لمراسلة سانا، أن المعرض يمثل بداية لأنشطة "مساحة أمان" التي تهدف إلى دعم الشباب والمرأة وتدريبهم وتمكينهم، وخاصةً المواهب التي لم تحصل على فرص كافية لعرض إبداعاتها.
أكدت كريم أن الجمعية لا تقتصر في تدريباتها على فئة عمرية محددة، بل تقدم الدعم في مجالات متعددة تشمل التدريب والتمكين والتأهيل والتوعية الإدارية والنفسية والمهنية، بهدف خلق بيئة آمنة تسمح للشباب بالتعبير الحر وتطوير مهاراتهم ومساعدتهم على تحقيق أهدافهم.
من جهته، أشار مدير المكتب التنظيمي بالجمعية، مهدي اسكيف، إلى أن المعرض يمثل انطلاقة فعلية لأنشطة "مساحة أمان" المتناسقة مع أهدافها في التوعية والدعم، والتي تركز حالياً على الشباب والنساء، مع وجود خطط للتوسع لاستهداف الأطفال قريباً.
كشف اسكيف أن الجمعية، التي تضم فرقاً إعلامية وتنظيمية ومتابعة وتقييم، تعتمد على جهود حوالي 30 متطوعاً داخلياً وأكثر من 105 متطوعين بشكل عام. وذكر أن الجمعية سبق لها تنظيم تدريبات للطلاب ومبادرات للنساء في المكتبة الوطنية وحملات توعية في المدارس الابتدائية. كما أعلن عن خطط مستقبلية لتقديم تدريبات مجانية أو رمزية في مجالات "تدريب المدربين" (TOT) ومهارات التواصل وشهادات الـ ICDL.
وعلى صعيد الأعمال الفنية، برزت تجارب متنوعة تحكي قصة إصرار الشباب. شارك الشاب يزن حاضري بلوحة كلاسيكية تصور لحظة تضرع، مستخدماً اللون الأخضر رمزاً للأمل، معبراً عن امتنانه للجمعية التي أتاحت له ولزملائه فرصة عرض مواهبهم المنتمية للمدرسة الواقعية.
كما قدمت الطالبة فاطمة البكري (تخصص كيمياء) نموذجاً لافتاً للشغف الفني عبر لوحات بورتريه، بدأت مسيرتها بالقلم الرصاص ثم الفحم، لتتوجها مؤخراً بإتقان فن الرسم بالخيط والمسمار، وهو أسلوب دقيق وصعب يعتمد على التحكم بحركة الخيط لخلق تباين بصري قوي بين المناطق المضاءة والمعتمة.
وقد لاقت الأعمال المعروضة في المعرض إعجاب الزوار، حيث وصفت الدكتورة عهد مرشحة، وهي محاضرة في جامعة حلب، اللوحات بـالمحترفة والمميزة، معتبرة أن إتقان الشباب لفن ليس من اختصاصهم الأكاديمي يعكس شغفاً وموهبة واضحة.