في عملية بطولية استمرت 15 ساعة، تمكن فريق من الدفاع المدني، وبمساعدة أهالي قرية كورمازة بريف الرقة الشمالي، من إنقاذ الطفل علي صالح عبدي، البالغ من العمر أربع سنوات، بعد سقوطه في بئر ارتوازي بعمق 50 متراً في قرية باب الهوى شمالي المنطقة.
بدأت الحادثة المأساوية في الساعة الرابعة من عصر يوم الأربعاء، عندما هوى الطفل في البئر أثناء لعبه بالقرب من منزله. وعلى الرغم من المحاولات الأولية التي قام بها الأهالي لسحب الطفل باستخدام الحبال، إلا أن هذه الجهود باءت بالفشل بسبب ضيق البئر وصعوبة الوصول إليه.
ونظراً لغياب المعدات المتخصصة، تواصل الأهالي مع المجلس المحلي، الذي بدوره استقدم آليات للحفر بجانب البئر. ومع ذلك، فإن طبيعة التربة الوعرة وعدم وجود بطانة معدنية داخل البئر أعاق استمرار الحفر خوفاً من حدوث انهيار.
شهدت عملية الإنقاذ مشاركة فعالة من الجيش التركي، الذي أرسل آليات ورافعات للمساعدة. كما تواصلت جهود فرق الإنقاذ التركية بالتنسيق مع السلطات المحلية السورية. وعلى الرغم من إرسال فرقة إنقاذ تابعة لـ"آفاد" التركية من ولاية أورفا، إلا أن ضيق البئر والتواءه حالا دون تمكنهم من الوصول إلى الطفل.
تدخل مشفى تل أبيض بإرسال طاقم طبي وسيارات إسعاف وأسطوانات أوكسجين لدعم العملية. وجرت محاولات لإنزال أطفال نحيفي الجسم لإيصال الدعم للطفل أو سحبه، لكنها لم تنجح.
التحول النوعي في عملية الإنقاذ جاء عند الساعة 7:45 من صباح اليوم، عندما اقترح المواطن أبو عبد الله السفراني (65 عاماً) فكرة مبتكرة باستخدام أنبوب بلاستيكي يحتوي حبلاً وسلكاً يتم التحكم به عبر كاميرا مراقبة. وقد مكنت هذه الفكرة من تثبيت الحبل بيد الطفل وسحبه إلى الأعلى بنجاح في المحاولة الأولى.
نُقل الطفل علي عبدي مباشرة إلى مستشفى تل أبيض، ومن ثم إلى تركيا، حيث تبين أن حالته الصحية مستقرة.
اللافت في القضية، وفق متابعين، كان غياب أي دعم أو تغطية إعلامية من المؤسسات التابعة لـ"قسد"، على الرغم من أن الطفل ينتمي للمكون الكردي، بينما تصدر المواطنون المحليون مشهد البطولة والتضامن الإنساني.
وتأتي هذه الحادثة ضمن سلسلة من الحوادث المماثلة التي شهدتها مناطق سورية مختلفة، كان أبرزها حادثة تل أعور في إدلب، وسوسنباط في ريف حلب الشرقي، والتي انتهت بعضها بنهايات مأساوية. فارس الرفاعي - زمان الوصل