السبت, 9 أغسطس 2025 01:45 PM

الذكاء الاصطناعي يحمي البيئة السورية: منصة الغابات ترصد الحرائق وتدعم متخذي القرار

الذكاء الاصطناعي يحمي البيئة السورية: منصة الغابات ترصد الحرائق وتدعم متخذي القرار

بسام مهدي: في مواجهة التحديات البيئية المتزايدة التي تعاني منها الغابات السورية، تبرز منصة الغابات ومراقبة الحرائق التابعة للهيئة العامة للاستشعار عن بعد كنموذج متطور لاستخدام تقنيات التحليل الجغرافي والاستشعار عن بعد والذكاء الاصطناعي. تهدف المنصة إلى دعم صانعي القرار ومواجهة الكوارث الطبيعية.

زيارة وزير الاتصالات والتقانة عبد السلام هيكل للهيئة العامة للاستشعار عن بعد واطلاعه على عمل المنصة، يعكس أهمية هذه الابتكارات الرقمية ذات الطابع البيئي والاستراتيجي.

لا تقتصر مهمة منصة الغابات على رصد الحرائق بعد وقوعها، بل تعتمد على نماذج علمية دقيقة لإنتاج خرائط الخطورة اليومية. هذا يمنح الجهات المعنية فرصة استباق الأحداث وتوجيه جهود الوقاية والاستجابة بفعالية أكبر.

من خلال استثمار البيانات الأرشيفية الضخمة وتكاملها مع تقنيات مثل Google Earth Engine، تتحول هذه المنصة إلى مختبر رقمي قادر على مراقبة التغيرات البيئية وتحليل تداعياتها بدقة زمنية ومكانية عالية.

تشمل الإنجازات أيضًا دعمًا متزايدًا لوحدات الخرائط الجيولوجية والهيدرولوجية، بالإضافة إلى دمج تقنيات حديثة كالتصوير ثلاثي الأبعاد والـ LiDAR والطائرات المسيّرة (الدرون)، لتكوين قاعدة بيانات مرئية عالية الدقة تعزز من استدامة المشاريع الوطنية في إدارة الموارد الطبيعية وحماية التراث.

تعتبر هذه المنصة أداة استراتيجية للتخطيط البيئي المتكامل، وتستدعي دعمًا مؤسساتيًا وتقنيًا متواصلًا لتوسيع قدراتها وتعزيز حضورها ضمن منظومة إدارة الكوارث البيئية في سوريا.

تلعب منصة الغابات دورًا محوريًا في إنتاج خرائط الخطورة اليومية التي تعتمد على معطيات الطقس، الرطوبة، وكثافة الغطاء النباتي، لتحديد المناطق المعرضة لخطر نشوب الحرائق. تساعد هذه الخرائط في توجيه الاستعدادات الميدانية وتعزيز جاهزية فرق الإطفاء. بعد اندلاع الحرائق، تقوم المنصة بتحليل الصور الفضائية لتقييم المناطق المتضررة بدقة، مما يسهم في تحديد الأولويات خلال مراحل الإغاثة وإعادة التأهيل البيئي.

تشكل البيانات الأرشيفية ركيزة أساسية لفهم التحولات التي تطال الغطاء الأرضي نتيجة الحرائق. من خلال تحليل صور الأقمار الصناعية التاريخية، يمكن للباحثين تتبع أنماط الاحتراق المتكررة، وتحديد أنواع النباتات الأكثر عرضة للتلف، وكذلك رصد تأثيرات تغير المناخ على الغابات. يسهم هذا النوع من التحليل في بناء نماذج تنبؤية دقيقة ترفع من فعالية استراتيجيات الحماية وإعادة التشجير.

تمثل أدوات Google Earth Engine نقلة نوعية في مراقبة الحرائق، حيث تسمح بالمعالجة السريعة والكبيرة الحجم للبيانات الفضائية عبر منصات الحوسبة السحابية. تستخدم الهيئة هذه المنصة في تتبع تطور الحرائق، وتقدير مساحاتها بدقة، وتحليل التغيرات قبل وبعد الحدث. كما تتيح تقنيات التعلم الآلي ضمن Google Earth Engine التعرف الآلي على البقع المحترقة وتوفير تحذيرات شبه آنية.

حققت وحدة الخرائط الجيولوجية والهيدرولوجية في الهيئة إنجازات لافتة، خصوصًا في رصد العوامل الجيولوجية التي تؤثر على انتشار الحرائق أو استعادة التوازن البيئي بعدها. من خلال دمج تقنيات الدرون والصور ثلاثية الأبعاد وتقنية اللايدر (LiDAR)، بات بالإمكان توليد خرائط طبوغرافية دقيقة تسهم في تحليل المخاطر البيئية والمائية، وتوفير أدوات متقدمة للتخطيط المكاني المستدام في المشاريع المستقبلية.

أخبار سوريا الوطن١-الثورة

مشاركة المقال: