أعلن وزير الطوارئ وإدارة الكوارث في سوريا، رائد الصالح، عن تنفيذ فرق الدفاع المدني لعمليات استباقية تهدف إلى الوقاية من الحرائق في الغابات الكثيفة بريف اللاذقية الشمالي، وذلك عبر فتح "خطوط نار".
وأوضح الصالح عبر منصة "إكس"، يوم الخميس 7 من آب، أن طول "خطوط النار" التي تمتد في مناطق زاهية، عطيرة، كسب، والفرنلق، قد بلغ 73 كيلومترًا، مشيرًا إلى أن العمل جارٍ حاليًا في منطقة الربيعة.
وأكد أن هذه "الخطوط" تعتبر من الإجراءات الوقائية الهامة في الغابات، حيث تساهم في الحد من سرعة انتشار النيران وتسهيل وصول فرق الإطفاء إلى المناطق المهددة.
وتشتهر مناطق ريف اللاذقية الشمالي بكونها من بين الأكثر عرضة للحرائق خلال فصل الصيف، مما يجعل التدخل المبكر ضروريًا للحد من الخسائر في الغطاء النباتي والثروة الحرجية.
وفي حديث لعنب بلدي، صرح مدير الدفاع المدني في الساحل، عبد الكافي كيال، بأنه وبتوجيه من وزير الطوارئ والكوارث، تواصل فرق الدفاع المدني السوري في مديرية الطوارئ بمحافظة اللاذقية جهودها لحماية الغابات والمناطق الحرجية في الريف الشمالي.
وبعد السيطرة على الحرائق في المنطقة بأكملها، تركز الفرق حاليًا على إنشاء "خطوط نار" وطرق عازلة جديدة داخل الغابات، وذلك كإجراء استباقي يهدف إلى تقليل مخاطر انتشار الحرائق وتسريع الاستجابة الطارئة.
ويأتي هذا التدخل المبكر حرصًا على حماية التنوع البيئي في المنطقة، خاصة بعد الحريق الأخير الذي شهدته المحافظة. وتعمل فرق الطوارئ بأكثر من 20 آلية على توسيع الطرقات العازلة لمنع انتقال النيران إلى مساحات خضراء واسعة، وتعزيز القدرة على احتواء أي حرائق محتملة في المستقبل.
حرائق اللاذقية
وكان وزير الطوارئ وإدارة الكوارث، رائد الصالح، قد أعلن في 15 من تموز، عن السيطرة الكاملة على حرائق محافظة اللاذقية بعد 12 يومًا من العمل المتواصل، معتبرًا أن هذه نهاية مرحلة الاستجابة العاجلة، وبداية مرحلة لا تقل أهمية عن حماية الغابات المتبقية واستعادة ما دمرته النيران.
وحذر من أن الكارثة الحقيقية لا تكمن فقط فيما تمت خسارته، بل في تداعياته المستقبلية، ومنها خطر الانجراف، وفقدان التربة والغطاء النباتي، في ظل موجة جفاف وتغير مناخي هي الأسوأ منذ عقود.
وأعلنت وزارة الزراعة والإصلاح الزراعي، في 4 من آب، عن تضرر أكثر من 14 ألف هكتار نتيجة للحرائق التي اندلعت في ريف اللاذقية الشهر الماضي. وأوضحت الوزارة في إحصائية نشرتها على "فيسبوك"، أن الغابات والحراج سجلت النسبة الأكبر من الضرر، بمساحة بلغت 11,675 هكتارًا، أي ما يعادل 82.55% من إجمالي المساحات المحترقة.
وجاءت الأراضي الزراعية في المرتبة الثانية، حيث بلغت المساحة 2,152 هكتارًا، أي بنسبة 15.21%، أما نسبة الأراضي العمرانية فبلغت الأضرار بها 193.78 هكتار، أي ما يعادل 1.37% من المساحة الإجمالية المحترقة، بحسب الإحصائية.
وتابعت أن الأضرار شملت 53 هكتارًا من المسطحات المائية ما يعادل 0.37%، و طال الضرر 67.94 هكتار من الأراضي ذات الاستخدامات المختلطة، بنسبة 0.48%. وبلغت نسبة الأراضي القاحلة والمهملة والمتحولة 1.93 هكتار بما يعادل 0.01% من المساحة المحترقة، وفق الإحصائية.