السبت, 9 أغسطس 2025 05:19 PM

الحكومة السورية ترفض مؤتمر الحسكة وتدعو قسد للحوار في دمشق

الحكومة السورية ترفض مؤتمر الحسكة وتدعو قسد للحوار في دمشق

أعلنت الحكومة السورية رفضها القاطع لمؤتمر الحسكة الذي عقدته قسد يوم الجمعة، معتبرةً إياه محاولة لتقسيم البلاد وتقويض جهود التفاوض.

ونقلت وكالة الأنباء السورية (سانا) عن مصدر مسؤول في الحكومة السورية قوله إن المؤتمر يمثل ضربة لعملية التفاوض الجارية، ودعا قسد إلى الانخراط الجاد في تنفيذ اتفاق 10 آذار.

كما دعا المصدر الوسطاء الدوليين إلى نقل المفاوضات إلى دمشق، مؤكداً أنها العنوان الشرعي للحوار، وأن ما جرى في شمال شرقي البلاد لا يمثل إطاراً وطنياً جامعاً. وأضاف أن الحكومة لن تشارك في اجتماعات باريس المقبلة مع قسد ولن تجلس مع أي طرف يسعى لإحياء عهد النظام المخلوع.

وفي إشارة إلى مشاركة حكمت الهجري في المؤتمر، أدانت الحكومة بشدة استضافة شخصيات انفصالية ومتورطة في أعمال عدائية، معتبرة ذلك خرقاً واضحاً لاتفاق 10 آذار. وحمّلت قسد وقيادتها المسؤولية الكاملة عن تداعيات ذلك، واعتبرت المؤتمر محاولة لتدويل الشأن السوري واستجلاب التدخلات الأجنبية وإعادة فرض العقوبات، محذرةً من التبعات القانونية والسياسية والتاريخية لهذه الخطوة.

ووصف المصدر التحالف في شمال شرقي سوريا بأنه هش ويضم أطرافاً متضررة من انتصار الشعب السوري، مؤكداً على حق المواطنين في التجمع السلمي والحوار البنّاء، سواء على مستوى مناطقهم أو على المستوى الوطني، ولكن في إطار المشروع الوطني الجامع الذي يلتف حول وحدة سوريا أرضاً وشعباً وسيادة.

وأكد أن للمجموعات الدينية أو القومية كامل الحق في التعبير عن رؤاها السياسية وعقد اجتماعاتها وتأسيس أحزابها ضمن الأطر القانونية الوطنية، شريطة أن يكون نشاطها سلمياً وألا تحمل السلاح في مواجهة الدولة وألا تفرض رؤيتها على شكل الدولة السورية.

وشدد على أن شكل الدولة لا يُحسم عبر تفاهمات فئوية، بل عبر دستور دائم يُقرّ عبر الاستفتاء الشعبي، بما يضمن مشاركة جميع المواطنين على قدم المساواة، وأن أي مواطن يمكنه طرح رؤاه حول الدولة عبر الحوار العام وصناديق الاقتراع، لا عبر التهديد أو القوة المسلحة.

وأشار إلى أن بعض الجهات التي احتكرت أو تحاول احتكار تمثيل مكونات سوريا بقوة الأمر الواقع وبالاستناد إلى دعم خارجي تلجأ لمثل هذه المؤتمرات هروباً من استحقاقات المستقبل وتنكراً لثوابت الدولة السورية القائمة على جيش واحد وحكومة واحدة وبلد واحد.

وأكد المصدر أن قسد تستعيد بهذه الخطوة نهج المؤتمرات التي سعت لتقسيم سوريا قبل الاستقلال، لكن الحكومة السورية تؤكد أن الشعب السوري، الذي أفشل تلك المخططات وأقام دولة الاستقلال، سيُفشل اليوم هذه المشاريع مجدداً، ماضياً بثقة نحو بناء الجمهورية الثانية.

وكانت "الإدارة الذاتية الديمقراطية" التابعة لقسد قد أعلنت أمس عن اجتماع "أكثر من 500 شخصية عربية وكردية وسريانية، يمثلون الإدارة الذاتية لإقليم شمال وشرق سوريا"، ضمن "كونفرانس وحدة الموقف"، في مدينة الحسكة، حيث دعا البيان الختامي لترسيخ ما أسماه "التعدد القومي والديني والثقافي في البنى السياسية، واعتماد دستور ديمقراطي يضمن لامركزية الحكم".

مشاركة المقال: