السبت, 9 أغسطس 2025 07:27 PM

تحذيرات إسرائيلية من مقاطعة عالمية متنامية: شبح جنوب إفريقيا العنصرية يلاحقنا وتجويع غزة يفاقم الأزمة

تحذيرات إسرائيلية من مقاطعة عالمية متنامية: شبح جنوب إفريقيا العنصرية يلاحقنا وتجويع غزة يفاقم الأزمة

حذرت أوساط سياسية واقتصادية إسرائيلية مطلعة من استمرار المقاطعة العالمية لدولة الاحتلال بوتيرة عالية، مشيرة إلى أن ما يخيف صناع القرار في تل أبيب هو فرض مقاطعة على الكيان كما كان الحال في دولة جنوب إفريقيا خلال سلطة البيض، والتي كانت تنتهج سياسة الفصل العنصري ضد أصحاب الأرض الأصليين.

ولفتت صحيفة (دي ماركر) الاقتصادية العبرية، في تقرير موسع، إلى أن المقاطعة الأكاديمية لإسرائيل باتت تشتد، وأن مشاهد التجويع في قطاع غزة تقود الغرب إلى فرض المقاطعة الاقتصادية أيضًا.

وشددت الصحيفة على أن هذه المرة لا يدور الحديث عن تنظيمات داعمة للفلسطينيين في الغرب، بل عن جهات ومؤسسات من قلب المركز، والتي أصبحت لا تتحمل من ناحية ضميرية مواصلة التعامل مع إسرائيل، مضيفة أن استمرار الحرب سيؤدي إلى تسريع المقاطعة.

وأوضحت الصحيفة أن رئيس الوزراء السابق، نفتالي بينيت، نشر قبل عدة أيام مدونة على صفحته في (فيسبوك) جاء فيها أن “وضع إسرائيل في الولايات المتحدة انهار”، وأضاف: “كإنسان سكن في أمريكا وأقام مصانع، وعمل من أجل الدعاية لإسرائيل لسنوات طويلة، فإنني قادر على التأكيد: وضع إسرائيل لم يكن سيئًا كما هو الوضع الذي آلت إليه اليوم، حيث أنها تحولت بنظر الجمهور الأمريكي الأوسع إلى دولة منبوذة ومصابة بالجذام”، على حد تعبيره.

وزعم بينيت أيضًا في مدونته أن الحزب الديموقراطي تحول إلى حزب معاد لإسرائيل، وفي الوقت عينه فإن الحزب الجمهوري لا يلتفت أبدًا ويتحول بسرعة، أما الجيل الشاب الأمريكي، المحافظ والليبرالي، فقد توقف عن دعم إسرائيل، عندما يشاهد صور المجاعة في غزة، وأن موجات معاداة السامية تتأجج، طبقًا لأقواله.

وخلص رئيس الوزراء الإسرائيلي إلى القول إن “حملة التجويع في غزة سيطرت على الأجندة الأمريكية، وعمليًا من ناحية الأغلبية الساحقة من الأمريكيين والمؤثرين على اختلاف انتماءاتهم بات الأمر بالنسبة لهم حقيقة دامغة، إذ أن إسرائيل أصبحت بالنسبة للأمريكيين وأمريكا عبئًا. اليهود في أمريكا يتعرضون لحملات شعواء من اليسار واليمين المتطرفين، وهو ما لا أذكره في حياتي، كما أنهم يتهمون اليهود بالمسؤولية عن وضع أمريكا الاقتصادي الصعب”.

وطبقًا للصحيفة، فإن أقوال بينيت تسمع وبالصوت العالي وتثير المخاوف العميقة جدًا التي تكتنف الإسرائيليين: هل ستتحول دولة الاحتلال إلى نسخة جديدة من جنوب إفريقيا العنصرية، وهي الدولة التي سقط نظامها بسبب المقاطعة الدولية وفرض العقوبات عليها في منتصف التسعينيات من القرن الماضي، مضيفة أن مشاهد الجوع في غزة حولت الخوف من تسونامي اقتصادي، والذي سيضرب إسرائيل ويؤدي لانهيارها اقتصاديًا، من مجرد مخاوف إلى حقيقة ماثلة على الأرض.

علاوة على ما ذكر أعلاه، أوضحت الصحيفة الاقتصادية العبرية أنه في العام 2024 لم تنخفض الصادرات الإسرائيلية، ولكن منذ بداية العام 2025 لوحظ هبوط في قيمة الصادرات الإسرائيلية، وذلك بسبب التجويع في غزة، بالإضافة إلى الفوضى التي أحدثها الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، ومضت قائلة إنه على جميع الأحوال فإن الهبوط بالصادرات الإسرائيلية بدأ قبل التجويع في غزة وانهيار مكانة الكيان عالميًا، وإذا تطورت المقاطعة ضد إسرائيل، فإن الأمر سيظهر جليًا وواضحًا، وسيتم نشر المعطيات لاحقًا، طبقًا لأقوالها.

من ناحيته قال رون تومر، رئيس اتحاد الصناعيين في إسرائيل إنه “يتلقى كل يوم اتصالات هاتفية، فمنتج مكيفات الهواء يشتكي من أن المصنع في إيطاليا يرفض أن يزوده بعد اليوم، وشركات هايتك تشتكي من أن سلطات الجمارك في هولندا تقوم بتأخير الطلبات لأشهر طويلة”، وجزم قائلاً إن “الحديث لا يدور عن نتيجة لنشاط من قبل حركة المقاطعة وسحب الاستثمارات، إنما عن مقاطعة حقيقية، لأن الجمهور الواسع في الغرب بات يعتبرنا، نحن الإسرائيليين، برابرة”، طبقًا لأقواله.

وتابع تومر قائلاً إن التأجيل وإلغاء المعاملات الإسرائيلية مع الدول الغربية تجري عبر استخدام عدد من التأويلات من قبلهم، وهناك من يؤكدون وبشكل مباشر الحرب والخشية من التغييرات الجيو-سياسية، وأحيانًا يقوم أصحاب المصانع بعدم إعطاء أجوبة كافية وشافية، ولكن الأكثر مقلقًا في القضية هو المقاطعة الهادئة، فالعديد من الشركات الغربية توقفت عن إرسال الطلبات من إسرائيل أو إرسال البضائع للكيان دون ضجة، كما قال.

إزاء هذه التطورات لا بد من توجيه السؤال إلى العرب والمسلمين على حد سواء: وماذا أنتم فعلتم من أجل فلسطين سوى بيانات الشجب والاستنكار والتعبير عن الامتعاض، ناهيك عن أن العديد من الدول المطبعة تقوم بتصدير المنتجات الغذائية للكيان في الوقت الذي يواصل فيه جيشه بارتكاب الجرائم الفظيعة وتجويع الفلسطينيين في قطاع غزة؟

اخبار سورية الوطن 2_وكالات _راي اليوم

مشاركة المقال: