دعا مندوبا الأردن وفلسطين، الأحد، إلى التصدي لقرار الحكومة الإسرائيلية بإعادة احتلال قطاع غزة، وذلك خلال اجتماع طارئ عقد في مقر جامعة الدول العربية بالقاهرة على مستوى المندوبين الدائمين لبحث سبل مواجهة قرار تل أبيب بشأن غزة.
يأتي هذا الاجتماع بناءً على طلب من دولة فلسطين وبتأييد من الدول الأعضاء، وبحضور الأمين العام المساعد لشؤون فلسطين والأراضي العربية المحتلة السفير سعيد أبو علي.
وكان المجلس الوزاري الإسرائيلي المصغر “الكابينت” قد أقر يوم الجمعة خطة عرضها رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو لإعادة احتلال قطاع غزة بالكامل، الأمر الذي أثار رفضا عربيا وأوروبيا واسعا.
وحسب الأمم المتحدة، فإن 87 في المئة من مساحة قطاع غزة باتت بالفعل تحت الاحتلال الإسرائيلي أو تخضع لأوامر إخلاء، محذرة من أن أي توسع عسكري جديد ستكون له “تداعيات كارثية”.
وخلال الاجتماع العربي، تحدث مندوب الأردن أمجد العضايلة، الذي يرأس بلده الدورة الحالية لمجلس جامعة الدول العربية، قائلاً: “في تحدٍ صارخ للقانون الدولي وقرارات الشرعية الدولية، تمضي إسرائيل في مخططات أحادية لترسيخ احتلال غير شرعي وتوسيع عدوانها وفرض سيطرتها العسكرية”.
وأضاف العضايلة: “آن الأوان لتحرك جاد ومسؤول لإنهاء هذا الاحتلال ووقف معاناة الشعب الفلسطيني، قبل أن تدفع المنطقة والعالم ثمناً أكبر لهذا الظلم المستمر”.
ودعا العضايلة إلى “تحرك دولي عاجل وجاد لوقف ذلك المخطط”، وإلى “دعم جهود الوساطة المصرية القطرية الأمريكية للتوصل إلى وقف دائم لإطلاق النار، وتنفيذ اتفاق تبادل الأسرى، وضمان إدخال المساعدات الإنسانية الكافية والعاجلة والمستدامة إلى القطاع”.
يذكر أن إسرائيل قد انسحبت في 24 يوليو/ تموز الماضي من مفاوضات غير مباشرة مع حركة حماس بالدوحة؛ بسبب ما وصف بتعنت تل أبيب بشأن الانسحاب من غزة، وإنهاء الحرب، والأسرى الفلسطينيين، وآلية توزيع المساعدات الإنسانية.
من جانبه، صرح مندوب فلسطين مهند العكلوك، بأن “إعلان حكومة الاحتلال السيطرة الكاملة على غزة لا يُعدّ تحولا قانونيا في طبيعة الوضع القائم بقدر ما يُعدّ كاشفا لنية ترسيخ الاستعمار وتهجير الشعب الفلسطيني من أرضه”.
وأردف العكلوك: “تحولت إسرائيل، نتيجة الحصانة التي تمتعت بها على مدار ثمانية عقود، من قوة احتلال غير قانوني إلى استعمار استيطاني، وثم إلى نظام فصل عنصري، وثم إلى قوة إبادة جماعية وتطهير عرقي”.
وأكد أن “طلب الحماية للشعب الفلسطيني، ليس رجاءً ولا توسلا ولا منة، بل حق يوجبه القانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة التي أسست لحفظ الأمن والسلام في العالم”.
ودعا الدول العربية إلى أن “تتخذ على الفور منفردة ومجتمعة جميع التدابير وتستخدم جميع ما لديها من وسائل لوقف العدوان الإسرائيلي على الشعب الفلسطيني”.
وختم العكلوك كلمته بالقول: “أقول لنتنياهو المجرم الفار من العدالة الدولية، إن وهم الانتصار على الشعب الفلسطيني ليس سوى سرابا تلهث خلفه دون جدوى... سستموت عاجلا أو آجلا، ولكن فلسطين لشعبها حرة عربية أبية، وسيكتب طفل فلسطيني على شاهد قبرك في إحدى مزابل التاريخ، هذا قاتل وليس مقاتل”.
يذكر أن المحكمة الجنائية الدولية كانت قد أصدرت في 21 نوفمبر/ تشرين الثاني 2024 مذكرة لاعتقال نتنياهو؛ بتهمتي ارتكاب جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية بحق الفلسطينيين في غزة.
وبدعم أمريكي، ترتكب إسرائيل منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023 إبادة جماعية بغزة تشمل القتل والتجويع والتدمير والتهجير القسري، متجاهلة النداءات الدولية كافة وأوامر لمحكمة العدل الدولية بوقفها، ما خلف 61 ألفا و430 شهيدا فلسطينيا و153 ألفا و213 جريحا، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 9 آلاف مفقود، ومئات آلاف النازحين، ومجاعة قتلت 217 شخصا، بينهم 100 طفل.