الإثنين, 11 أغسطس 2025 12:44 PM

دليل شامل للوقاية والعلاج من ضربة الشمس: الأعراض، الأسباب، والإسعافات الأولية

دليل شامل للوقاية والعلاج من ضربة الشمس: الأعراض، الأسباب، والإسعافات الأولية

مع ارتفاع درجات الحرارة في فصل الصيف، يزداد الحديث عن ضربة الشمس ومخاطرها. يشير الدكتور أكرم خولاني إلى أن هذه الحالة قد تكون قاتلة، حيث تودي بحياة الآلاف حول العالم سنويًا. تزداد احتمالية الإصابة بضربة الشمس في الظروف المعيشية الصعبة، كما هو الحال في معظم المناطق السورية حاليًا، بسبب نقص الكهرباء اللازمة لتشغيل وسائل التبريد. لذلك، من الضروري معرفة أعراض ضربة الشمس وكيفية التعامل معها بالإسعافات الأولية.

ما هي ضربة الشمس؟

ضربة الشمس (Sunstroke) أو "Heatstroke" هي حالة طبية طارئة تحدث عندما تتجاوز درجة حرارة الجسم الأساسية 40 درجة مئوية نتيجة فشل الجسم في تنظيم حرارته. يحدث هذا عادةً عند التعرض المباشر لأشعة الشمس الحارقة لفترة طويلة، أو التواجد في بيئة حارة ورطبة تتجاوز 40 درجة مئوية. في هذه الحالة، يتوقف تدفق الدم إلى الجلد، مما يمنع إفراز العرق الذي يلطف حرارة الجسم، وبالتالي ترتفع درجة حرارة الجسم بسرعة.

عندما تصل درجة حرارة الجسم إلى 39-40 درجة مئوية، يرسل الدماغ إشارات إلى العضلات لتقليل حركتها، مما يسبب الشعور بالإعياء. وعندما تتراوح درجة الحرارة بين 40 و41 درجة مئوية، يصاب الشخص بالإنهاك الحراري. وإذا تجاوزت الحرارة 41 درجة مئوية، فإنها تبدأ في التأثير على العمليات الكيميائية داخل الجسم، مما يؤدي إلى تدهور الخلايا وفشل مؤقت أو دائم في عمل الأعضاء الحيوية مثل القلب والرئتين والكبد والكليتين والعضلات والدماغ، وقد تنتهي الحالة بالوفاة.

ليست هناك حاجة للتعرض المباشر لأشعة الشمس للإصابة بضربة الشمس، بل يمكن أن تحدث نتيجة العمل في ظروف حارة ورطبة. لذلك، هناك نوعان رئيسيان من ضربة الشمس:

  • ضربة الشمس الجهدية: تحدث نتيجة الأنشطة البدنية الشاقة في الأجواء الحارة، وتصيب الرياضيين والعمال الذين لا يتأقلمون مع درجات الحرارة المرتفعة.
  • ضربة الشمس غير الجهدية: تتطور نتيجة التعرض لطقس حار ورطب لفترة طويلة، وتنتشر بين كبار السن والأشخاص الذين يعانون من أمراض مزمنة.

عوامل الخطر التي تزيد من احتمالية الإصابة

تزداد خطورة الإصابة بضربة الشمس لدى المسنين وصغار الأطفال. تشمل العوامل الأخرى التي تزيد من الاحتمالية:

  • كبار السن وصغار السن جدًا.
  • البدانة.
  • الإصابة بالأمراض المزمنة، مثل أمراض القلب وارتفاع ضغط الدم وأمراض الكلى والكبد.
  • استخدام بعض الأدوية، مثل مدرات البول وحبوب الحساسية (مضادات الهيستامين) والمهدئات ومضادات الاكتئاب والمنشطات كالأمفيتامين والكوكايين.
  • الظروف المعيشية السيئة، مثل سوء التهوية في المنزل وارتفاع الرطوبة والعمل في أجواء حارة ومغلقة.
  • بذل الجهد في الطقس الحار، مثل العمل الشاق أو ممارسة الرياضة لساعات طويلة.
  • التصرفات الخاطئة، مثل التعرض المفاجئ للطقس الحار ووضع الزيوت والمواد الحافظة على الجلد وارتداء الملابس الضيقة وغير الصحية.

أعراض وعلامات الإصابة

قد تتطور الأعراض خلال ساعات، وتشمل:

  • ارتفاع حاد في درجة حرارة الجسم (40 درجة مئوية أو أعلى).
  • عدم التعرق، مع جلد حار وجاف ومائل للاحمرار (في ضربة الشمس الجهدية قد يكون الجلد رطبًا).
  • صداع ودوار.
  • غثيان وقيء.
  • زيادة سرعة التنفس.
  • تسارع ضربات القلب.
  • ارتفاع ضغط الدم في البداية ثم انخفاضه في المراحل المتقدمة.
  • إعياء شديد.
  • هلوسة.
  • صعوبة الكلام وعدم فهم ما يقوله الآخرون.
  • إغماء وتضيق حدقات العينين وتشنج العضلات.

في الحالات الخطيرة وغير المعالجة، قد تؤدي ضربة الشمس إلى الوفاة. قد تبدأ الإصابة بسقوط مفاجئ مع فقدان للوعي وسرعة وعمق في التنفس، بالإضافة إلى الأعراض الأخرى المذكورة.

كيفية إسعاف وعلاج المصاب

عند الشعور بأعراض تشير إلى احتمال الإصابة بضربة الشمس، يجب اتخاذ تدابير فورية، مثل الذهاب إلى مكان مكيف أو مظلل، ورش الجسم بالماء البارد، وشرب السوائل غير السكرية أو التي لا تحتوي على الكحول أو الكافيين، مع تجنب السوائل شديدة البرودة.

في حالة الإصابة الشديدة، يجب طلب سيارة الإسعاف ونقل المصاب إلى المستشفى، مع البدء بالإسعاف الأولي:

  • إبعاد المصاب عن أشعة الشمس والجو الحار ووضعه في مكان مظلل أو مكيف، وإبقائه مستلقيًا على ظهره مع رفع الرأس والكتفين قليلًا.
  • تبريد الجسم بإزالة الملابس غير الضرورية، واستخدام كمادات ماء بارد لتبريد الرأس والأطراف وتحت الإبطين وبين الفخذين، ولف الجسم بقطعة قماش مبللة بالماء البارد، أو صب الماء على الجسم. يمكن تغطيس الطفل في حوض ماء بارد بدرجة حرارة 15 مئوية مع تجنب استخدام الثلج.
  • تعريض الجسم لمصدر هوائي أو مروحة لتسريع تبخر الماء.
  • إذا كان المصاب واعيًا، يجب إعطاؤه ماء أو مشروبًا مثلجًا، مع تجنب المشروبات الساخنة أو المنبهة.
  • الاستمرار في تبريد الجسم أثناء نقله إلى المستشفى، مع قياس درجة حرارة الجسم بشكل متكرر. يجب التوقف عن تبريد الجسم إذا انخفضت حرارته إلى ما دون 38 مئوية.
  • في المستشفى، يتم إعطاء السوائل عن طريق الوريد ومراقبة العلامات الحيوية، وقد يصف الطبيب الأدوية التي تقلل من الارتعاش.

عند علاج ضربة الشمس بسرعة، تزول أعراض الإنهاك الحراري خلال 30 دقيقة. أما إذا احتاجت الحالة إلى دخول المستشفى، فعادة ما يستغرق التعافي الأولي يومًا إلى يومين، وقد تمتد المدة إذا حدث تضرر للأعضاء الداخلية.

مشاركة المقال: