الثلاثاء, 11 نوفمبر 2025 05:00 AM

مشروبات الطاقة: خطر داهم يهدد صحة وعقول الأطفال والمراهقين.. ما هي المخاطر وكيف نتجنبها؟

مشروبات الطاقة: خطر داهم يهدد صحة وعقول الأطفال والمراهقين.. ما هي المخاطر وكيف نتجنبها؟

تتزايد بشكل مقلق ظاهرة استهلاك مشروبات الطاقة (Power Drink) بين الأطفال والشباب، حيث تُباع على نطاق واسع في المتاجر المحلية والأكشاك، مع غياب ملحوظ لحملات التوعية بمخاطرها. هذا الأمر يشكل تهديدًا حقيقيًا لصحة المراهقين والأطفال، خاصة في أماكن اللعب والصالات الرياضية.

الأسعار الزهيدة لهذه المنتجات تزيد من الإقبال عليها، حيث يبلغ سعر العبوة الواحدة حوالي سبعة آلاف ليرة سورية. ولكن ما هي المخاطر الصحية لهذه المشروبات على المستهلكين؟

ما هي مشروبات الطاقة؟

هي مشروبات غير كحولية تهدف بشكل أساسي إلى تعزيز الطاقة واليقظة والأداء العقلي والجسدي بشكل مؤقت. يتم تسويقها بشكل خاص للطلاب والرياضيين والأشخاص الذين يعملون لساعات طويلة، كما أوضحت اختصاصية التغذية والطب التكميلي والعلاجي نور قهوجي لموقع عنب بلدي.

تتكون مشروبات الطاقة بشكل أساسي من:

  • الكافيين: وهو منبه للجهاز العصبي المركزي والمكون النشط الرئيسي. تتراوح كميته بين 50 و300 ملغ أو أكثر في العبوة الواحدة (للمقارنة، يحتوي فنجان القهوة العادي على حوالي 80-100 ملغ).
  • السكر: عادة ما يكون بكميات كبيرة جدًا (ما يعادل 7-14 ملعقة صغيرة في العبوة الواحدة).
  • الأحماض الأمينية (مثل التورين وL-كارنيتين): التورين موجود بشكل طبيعي في الجسم وله دور في وظائف الجهاز العصبي، ولكن الأدلة على أن تناوله كمكمل في مشروبات الطاقة يعزز الأداء غير حاسمة.
  • منشطات عشبية:
    • الجينسنغ: يُزعم أنه يقلل الإجهاد ويزيد الطاقة.
    • الجوارانا: بذرة تحتوي على كافيين بتركيز أعلى من حبوب البن، مما يزيد من إجمالي محتوى الكافيين في المشروب دون الإعلان عنه.
  • فيتامينات ب (B6, B12, Niacin): تلعب دورًا في تحويل الطعام إلى طاقة. لا توجد أدلة قوية على أن الجرعات العالية منها في مشروبات الطاقة تعزز الطاقة للأشخاص الذين لا يعانون من نقص فيها.

تسمم الكافيين

تشير البيانات إلى أن الحد الأقصى للكمية اليومية الموصى بها من الكافيين هو 100 ملغم للمراهقين و400 ملغم للبالغين. ومع ذلك، تحتوي بعض مشروبات الطاقة على أكثر من 500 ملغم من الكافيين، مما قد يؤدي إلى ما يُعرف بـ "تسمم الكافيين".

الآثار الإيجابية مؤقتة

أشارت اختصاصية التغذية والطب التكميلي والعلاجي نور قهوجي إلى أن الآثار الإيجابية لمشروبات الطاقة مؤقتة، ولا تكاد تُذكر مقارنة بمخاطرها وآثارها الجانبية، وتشمل:

  • زيادة مؤقتة في اليقظة والتركيز.
  • تقليل الشعور بالإرهاق.
  • تحسين الأداء في المهام قصيرة المدى.

المخاطر والآثار الجانبية

  • مشكلات القلب والأوعية الدموية: يمكن أن يسبب الكافيين الزائد تسارعًا في ضربات القلب (خفقان)، وارتفاعًا في ضغط الدم، وفي حالات نادرة، نوبات قلبية أو سكتة دماغية، خاصة لدى الأشخاص المصابين بمشكلات قلبية غير مشخصة.
  • القلق والأرق.
  • الصداع والصداع النصفي.
  • الاعتماد على الكافيين: الاستهلاك المنتظم يمكن أن يؤدي إلى الإدمان، وأعراض انسحاب مثل الصداع والتعب.
  • اضطرابات الجهاز الهضمي: مثل الغثيان والقيء.
  • الجفاف.
  • السكري والسمنة: بسبب محتواها العالي من السكر، وزيادة خطر الإصابة بداء السكري من النوع الثاني.
  • مخاطر خاصة بالمراهقين والأطفال: أجسامهم أقل تحملًا للكافيين مما يجعلهم أكثر عرضة للآثار الجانبية، كما أنها قد تؤثر على نمو أدمغتهم وأنماط نومهم.
  • مشكلات في الكلى.

بدائل وتوصيات

تنصح نور قهوجي بالابتعاد عن مشروبات الطاقة قدر الإمكان، والاعتماد على النوم الكافي والماء والنظام الغذائي المتوازن الغني بالبروتين والحديد والمغنيسيوم كمصدر طبيعي وآمن للطاقة اليومية. كما تؤكد ضرورة استبدال مشروبات طبيعية بها، مثل فنجان قهوة أو شاي أخضر أو أحمر كمصدر غير ضار للكافيين، إضافة إلى تناول المشروبات العشبية كبديل لرفع طاقة الجسم (مشروب الزنجبيل مع العسل ومشروب القرفة).

وبحسب الاختصاصية، فإن أسرع طريقة للإقلاع عن مشروبات الطاقة وطرد الكافيين الزائد من الجسم وتقليل الصداع الناتج عن تركها هي الإكثار من شرب الماء لتنظيف الجسم، إذ تستمر الأعراض الانسحابية من تعب وصداع لفترة 3-7 أيام عند الامتناع عنها، بعدها يستعيد الجسم توازنه ونشاطه ويبدأ التحسن في النوم والمزاج.

مشاركة المقال: