تواصل سويسرا التمسك بموقفها الرافض لإعادة مواطنيها البالغين المشتبه في انتمائهم لتنظيم "الدولة الإسلامية"، بمن فيهم المحتجزون في مخيمي "الهول" و"روج" شمال شرقي سوريا. أكدت وزارة الخارجية السويسرية هذا الموقف في رد على أسئلة الخدمة الإعلامية الإلكترونية لهيئة الإذاعة والتلفزيون السويسرية (سويس إنفو).
أوضحت الوزارة، الثلاثاء 12 آب، أن القرار الحكومي الصادر في آذار 2019 لا يزال ساريًا، والذي يقضي بأن سويسرا لا تبادر إلى إعادة هؤلاء الأشخاص أو إصدار جوازات سفر لهم، وتكتفي بتقديم الحماية القنصلية "في حدود الممكن" عند وجود تهديد مباشر على حياة الشخص أو سلامته الجسدية.
وأشارت إلى تواصلها مع المواطنين السويسريين المحتجزين ومع المسؤولين الأكراد، وإجراء زيارة قنصلية إلى مخيم "روج"، حيث تقيم امرأة سويسرية وابنتها، وقد رفضت الأم عرضًا بإعادة طفلتها فقط. يتناقض هذا الموقف مع خطوات اتخذتها بعض الدول الأوروبية التي بدأت في استعادة مواطنيها من المخيمات وسجون الاحتجاز، مثل البوسنة وكوسوفو ومقدونيا الشمالية، والتي أعادت مقاتلين مرتبطين بالتنظيم لمحاكمتهم. في المقابل، أصدرت السويد وفرنسا وبلجيكا أحكامًا بحق العائدين بتهم ارتكاب جرائم حرب، بينما أطلقت دول مثل النرويج والسويد والدنمارك برامج لإزالة التطرف وإعادة الإدماج.
وفي تصريح سابق لمدير إعلام "وحدات حماية الشعب"، سيامند علي، لصحيفة "الشرق الأوسط" في 16 كانون الثاني الماضي، ذكر أن عدد المعتقلين في سجون شمال شرقي سوريا يبلغ نحو 12 ألف معتقل قاتلوا في صفوف "التنظيم"، وينحدرون من 55 جنسية غربية وعربية، أغلبهم من السوريين والعراقيين. وأكبر هذه السجون هو سجن "غويران" في الحسكة، الذي يضم نحو خمسة آلاف معتقل، وشهد سابقًا محاولات تمرد مسلحة.
تهديدات أمنية متزايدة
يشهد مخيم "الهول"، جنوب الحسكة، تصاعدًا في التوترات الأمنية بعد إعلان إدارة المخيم عن تحركات منظمة لخلايا نائمة موالية لتنظيم "الدولة الإسلامية"، تقودها نساء في قسم المهاجرات الأجنبيات شكلن ما يُعرف بـ"جهاز الحسبة".
نفذت هذه المجموعات أعمال تخريب وحرق طالت ثلاثة مراكز تابعة لمنظمات إنسانية، في 2 آب، واعتدت على فرق إغاثة بالحجارة، ما دفع بعض المؤسسات إلى تعليق أنشطتها، بحسب صحيفة "الشرق الأوسط". وفي 30 تموز الماضي، نفذت "قسد" بدعم من التحالف الدولي عملية أمنية أسفرت عن اعتقال الأمير العسكري للخلايا النائمة في المخيم، محمود صافي الأول، وشرعي مكلف بتجنيد الأطفال يدعى عبد الرزاق محمود السلامة، بحسب وكالة "هاوار" المقربة من "قسد".
أمريكا تستعيد مواطنًا
كشفت وزارة الخارجية الأمريكية عن استعادة مواطن أمريكي قاصر من مخيم للنازحين في شمال شرقي سوريا. وفي بيان نشره مكتب المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية، الثلاثاء 29 تموز الماضي، بينت الوزارة أن كلًا من مكتب التحقيقات الفيدرالي وهيئة الجمارك وحماية الحدود الأمريكية ووزارة الدفاع، ساعدوا في استعادة المواطن الأمريكي.
وجاء في البيان، "بات لهذا الطفل الذي لم يعرف ماهية الحياة خارج المخيمات فرصة عيش مستقبل بعيد عن تأثيرات إرهاب تنظيم (الدولة) ومخاطره". واعتبرت الخارجية الأمريكية أن الحل الدائم للأزمة الإنسانية والأمنية في مخيمات النازحين بشمال شرقي سوريا، هو إعادة الدول لمواطنيها، وإعادة تأهيلهم وإدماجهم وضمان محاسبتهم، بمن فيهم المقاتلون السابقون في صفوف تنظيم "الدولة الإسلامية"، والمحتجزون في شمال شرقي سوريا. ودعت الدول الأخرى إلى تحمل مسؤولية إعادة مواطنيها في شمال شرقي سوريا، دون أن تنتظر حلًا من جهات أخرى، وأيضًا تحمل جزء من العبء الناتج عن رعاية مواطنيها وإعادتهم إلى بلدانهم الأصلية.
مخيم “الهول”.. ورقة “قسد” الرابحة مهددة بالسقوط
36 عائلة سورية تغادر مخيم “الهول”