الثلاثاء, 12 أغسطس 2025 10:38 PM

عماد أبو زيتون: قصة منسق الثورة في حرستا الذي دفع حياته ثمنًا لمطالبته بالحرية

عماد أبو زيتون: قصة منسق الثورة في حرستا الذي دفع حياته ثمنًا لمطالبته بالحرية

كان المهندس عماد أبو زيتون، وهو من أبناء مدينة حرستا، من أوائل الذين أوقدوا شرارة الثورة في ريف دمشق. لم يكن مجرد مشارك في الاحتجاجات، بل كان العقل المدبر والمنسق لها.

بدأ أبو زيتون مسيرته الثورية مبكرًا. ففي أول مظاهرة انطلقت في مدينة دوما، كان في الصفوف الأمامية، ليُعتقل للمرة الأولى في فرع الخطيب بسبب موقفه. لكن الاعتقال لم يزده إلا إصرارًا، فما إن أُطلق سراحه، حتى سارع إلى حضور تشييع شهداء دوما، مؤكدًا بذلك التزامه بقضية شعبه.

لم يقتصر دوره على المشاركة في المظاهرات، بل كان المهندس أبو زيتون الصوت الإعلامي الأول للثورة في حرستا، حيث قام بتنسيق المظاهرات مع أعضاء الصف الأول وتوثيق الأحداث. لم تمر هذه الأنشطة دون تبعات، إذ تعرض للاعتقال عدة مرات، متنقلاً بين فروع أمنية مختلفة، من فرع الخطيب إلى أمن الدولة. وفي كل مرة، كان يعود أكثر حماسة وتصميمًا على مواصلة طريقه.

في إحدى اللحظات الحاسمة، عندما بدأ نظام الأسد في استقطاب وجهاء المدن الثائرة، كان المهندس عماد ضمن الوفد الذي ذهب للقاء بشار الأسد في القصر الجمهوري. هناك، تفوه بكلمات لم يجرؤ الكثيرون على قولها، مخاطبًا الأسد: "صندوق الاقتراع بيننا والشارع بقرر، الشعب ما بدو ياك".

كانت هذه الكلمات بمثابة حكم بالإعدام الصامت على عماد. فبعد فترة وجيزة، داهمت قوات الأمن منزله واعتقلته، ليقضي تسعة أشهر في فرع جوية حرستا، قبل أن يُفرج عنه بواسطة.

لم يكن خروجه من المعتقل نهاية لمتاعبه، بل كانت بداية فصل جديد من المعاناة. بعد تهجيرهم من مدينة حرستا، وفي تاريخ 15 فبراير 2013، نصبت قوات الأمن كمينًا على حاجز جسر ضاحية حرستا، ليُعتقل مجددًا. ومنذ ذلك الحين، انقطعت أخباره تمامًا.

لم تفلح محاولات أسرته اليائسة في العثور على أي معلومات عنه، حتى بعد دفع مبالغ مالية لأشخاص مقابل أي خبر. ظلت عائلته تتشبث بأمل ضعيف، إلى أن جاءهم الخبر الصاعق في عام 2018، من خلال سجلات النفوس، التي أكدت وفاة عماد في عام 2014. ورغم هذا الإخطار الرسمي، لم تتسلم العائلة أي وثائق تثبت وفاته أو ممتلكاته، حتى سيارته التي اعتقل بها لم يتم العثور عليها. زمان الوصل.

مشاركة المقال: