الأربعاء, 19 نوفمبر 2025 08:01 PM

من تبريرات قطر والمطر إلى إنكار الذكاء الاصطناعي: الإعلام والروايات المتضاربة

من تبريرات قطر والمطر إلى إنكار الذكاء الاصطناعي: الإعلام والروايات المتضاربة

سناك سوري _ ذكاء اصطناعي

في تطور لافت، لجأ متهم بجريمة قتل موثقة بمقطع فيديو إلى حيلة جديدة أمام القاضي، مدعياً أن ظهوره في المقطع هو نتيجة تلاعب "الذكاء الاصطناعي".

في بدايات الثورة السورية، اعتمد إعلام بشار الأسد أسلوب الإنكار التام للمظاهرات التي اجتاحت المدن. فظهرت مذيعة تنفي وجود أي احتجاجات أو شعارات مناهضة للنظام، مدعية أن التجمعات في حي "الميدان" الدمشقي كانت مجرد احتفالات بالخيرات.

ومع تزايد الأدلة المصورة على المظاهرات، لجأ المدافعون عن الأسد إلى نظرية المؤامرة، زاعمين أن المشاهد عبارة عن مجسمات صُممت في "قطر"، وأن المتظاهرين مجرد مؤثرات "غرافيك" تم التلاعب بها بالفوتوشوب.

على الرغم من أن هذه التبريرات أثارت السخرية حينها، إلا أنها عادت للظهور مجدداً. ففي المخصصة لمحاسبة المتورطين في انتهاكات الساحل، أنكر متهم ارتكابه جريمة قتل موثقة بفيديو، مدعياً أن المقطع مفبرك بالذكاء الاصطناعي.

صحيح أن الذكاء الاصطناعي فتح مجالاً واسعاً للتزوير، لكنه أيضاً فتح باباً أوسع للإنكار. فكل من يرتكب جريمة أو خطأ ويوثق بالصوت والصورة، بات يجد في الذكاء الاصطناعي مخرجاً جاهزاً.

لكن، إذا كان هذا الإنكار قد يجد له صدى لدى البعض على وسائل التواصل الاجتماعي، فإنه لن يمر بسهولة في المحكمة. فبإمكان المحكمة بسهولة تعيين خبراء لكشف حقيقة المقاطع وتمييز الأصلي منها من المفبرك.

من الواضح أن الذكاء الاصطناعي بات أذكى من أن يُتهم بكل جريمة أو حماقة يرتكبها الإنسان. وما لم يصدقه الناس في عام 2011، لن يصدقوه في عام 2025. لذا، على كل من يحاول "الإنكار" أن يبحث عن مبرر آخر، وأن يترك الذكاء الاصطناعي وشأنه، فقد يخرج عن صمته ويكشف جرائم البشر المنسوبة إليه.

الوسوم

مشاركة المقال: