نفى وزير الصحة السوري “مصعب العلي” وجود حصار على محافظة السويداء، مشيراً إلى محاولات عديدة للدخول إلى المحافظة قوبلت بالرفض.
وخلال اجتماع تنسيقي حول الاستجابة الطارئة في السويداء ودرعا، أوضح “العلي” أن الوزارة بحاجة لدخول فرقها الطبية لتقديم الخدمات الصحية، مع وجود صعوبات في تأمين أدوية الأمراض المزمنة كالسرطان والسكري.
من جهته، أكد وزير الطوارئ والكوارث “رائد الصالح” تشكيل غرفة عمليات منذ اللحظة الأولى، معتبراً أن الاستجابة لا تزال دون المستوى المطلوب، ومشدداً على استعداد الحكومة لتأمين كافة الاحتياجات.
وأضاف “الصالح” قائلاً: «لا نقبل بكلمة حصار تطلق على السويداء ونحن مستعدون لتقديم كافة المستلزمات بهدف تحقيق الاستجابة المطلوبة للأهالي». كما أشار إلى حماية العاملين في المجال الإنساني بموجب القانون الدولي الإنساني، وذلك بعد حادثة اختطاف 4 عاملين في الهلال الأحمر السوري واختفاء المتطوع في الدفاع المدني “حمزة العمارين”.
وشدد الوزير “الصالح” على الالتزام بحفظ الأرواح، مؤكداً أن الاجتماع يهدف لضمان الشفافية ووصول المساعدات لمستحقيها.
وبحسب الأرقام الصادرة عن الاجتماع، تستضيف السويداء أكثر من 440 ألف نازح، بينهم 170 ألف داخل المدينة، بينما يتوزع 31 ألف نازح في درعا على 69 مركز إيواء، إضافة إلى 360 نازحاً في 23 مركز إيواء في السيدة زينب بريف دمشق.
ودعا “الصالح” إلى تكثيف الجهود، بالتنسيق مع وزارة الداخلية لضمان أمن القوافل ووصولها إلى الأهالي.
محافظ درعا “أنور الزعبي” وصف الوضع في درعا بالمنكوب والمدمر، مشيراً إلى استضافة 69 مركز إيواء لـ 6 آلاف عائلة مهجرة من السويداء، مع وجود تذمر بسبب نقص المواد الغذائية، وتزامن أزمة النزوح مع قرب افتتاح المدارس التي تستضيف النازحين، مطالباً بتفاعل أكبر من المنظمات الدولية.
وزيرة الشؤون الاجتماعية والعمل “هند قبوات” أشادت بدور مختلف الجهات والهلال الأحمر السوري، مؤكدة دور منظمات المجتمع المدني في الاستجابة، ودعت إلى التفكير في السلم الأهلي بعيداً عن الانتقام، معربة عن أملها في دولة قوية وانتهاء الأزمة قريباً.
محافظ ريف دمشق “عامر الشيخ” أشار إلى أزمة كبيرة مع ضعف دور المنظمات الدولية، مؤكداً الحاجة لتأمين الأهالي على كافة المستويات، مطالباً بتشكيل فرق عمل حقيقية ومتابعة تأمين الخدمات، ومشيراً إلى إقامة الأهالي في فنادق ريف دمشق، وضرورة تنسيق الجهود لعودتهم إلى منازلهم.
محافظ السويداء “مصطفى البكور” دعا إلى إيجاد حلول لأزمة الجنوب، مشيراً إلى تحمل درعا لعبء كبير، وأهمية دعم الأهالي المهجرين وتأمين الخدمات في ظل كارثة الإيواء ونقص الكهرباء والمياه، معلناً عن ترميم 16 قرية بريف السويداء الشرقي لتخفيف الضغط على الإيواء، وتأمين الخدمات في الريف الغربي.
وطالب نائب وزير الخارجية لشؤون المنظمات الدولية “سعد بارود” بزيادة حجم الاستجابة من المنظمات الدولية، مشيراً إلى نقص المعلومات وضرورة ترجمة زيارات الوفود الدولية إلى نتائج ملموسة.
يأتي ذلك بعد معارك دامية شهدتها السويداء بين فصائلها المحلية والقوات الحكومية ومسلحي العشائر، خلفت ضحايا وجرحى وآلاف النازحين، وأدت إلى أزمة إنسانية حادة نتيجة قطع الطريق إلى دمشق والاعتماد على معبر بصرى الشام مع درعا لإدخال المساعدات، وسط اتهامات بفرض حصار على المحافظة ونقص في المواد الغذائية والطبية.