تشهد محافظة الرقة ارتفاعًا مقلقًا في حوادث الغرق بنهر الفرات، مما أثار مخاوف واسعة لدى السكان والمختصين. تشير إحصاءات فريق الاستجابة الأولية إلى تسجيل 29 حالة غرق منذ بداية العام الحالي، معظم الضحايا من الشباب دون العشرين، مما يعكس خطورة متزايدة لهذه الظاهرة.
يعزو الأهالي هذا الارتفاع إلى تدهور الظروف الطبيعية للنهر ونقص الرقابة على أماكن السباحة. وفي تصريح لـ”سوريا 24″، قالت فاطمة الحسن، من قرية كسرة فرج: "كان الفرات مكانًا آمنًا للاستجمام، لكن المخاطر اليوم أكبر. الشباب يسبحون دون مراقبة أو تدابير أمان، مما يزيد من الحوادث المأساوية."
من جانبه، أكد محمد العبد الله (45 عامًا) من أهالي الرقة لـ”سوريا 24″ على أهمية الحذر، قائلاً: "السباحة في الفرات تتطلب وعيًا والتزامًا بإجراءات السلامة، لكن الكثير من الشباب يستهينون بالخطر. نأمل أن تزيد الجهات المعنية من التوعية وتشديد الرقابة لتجنب المزيد من الحوادث."
أوضح محمود عبدو، رئيس فريق الغوص في فريق الاستجابة الأولية، لـ”سوريا 24″ أن انخفاض منسوب المياه أدى إلى تشكل مناطق ضحلة وعميقة بشكل مفاجئ، مما يشكل خطرًا على السباحين، خاصةً غير المتمرسين. وأضاف: "انتشار الأعشاب النهرية يعوق الحركة وقد يتسبب في احتجاز السابحين، مما يزيد من احتمال الغرق."
أشار عبدو إلى أن فريق الغوص، المكون من سبعة أعضاء فقط، يواجه صعوبات في تغطية مجرى النهر الواسع، مما يبطئ الاستجابة في حالات الطوارئ. دعا الأهالي إلى مراقبة أطفالهم ومنعهم من السباحة بمفردهم أو في مناطق غير مراقبة، خاصةً التي تكثر فيها الأعشاب المائية.
طالب عبدو بدعم إضافي للفريق بزيادة عدد الغواصين وتزويدهم بالمعدات اللازمة، وإنشاء نقاط مراقبة على طول ضفاف النهر لضمان سرعة التدخل. واعتبر أن التوعية المستمرة في المدارس والمجتمعات المحلية، والحملات الإعلامية الموجهة للشباب حول مخاطر السباحة العشوائية، عوامل أساسية للحد من الظاهرة.
يؤكد مختصون أن الوضع في نهر الفرات يتطلب خطة شاملة تجمع بين الإجراءات الوقائية، وتعزيز قدرات فرق الإنقاذ، وتكثيف حملات التوعية لضمان سلامة الأهالي والحد من تكرار هذه الحوادث المأساوية.