بدأ وفد من شركة إسمنت المنطقة الشمالية السعودية خطوات عملية لتنفيذ مذكرة التفاهم الموقعة مع الشركة العامة لصناعة وتسويق الإسمنت ومواد البناء "العمران"، وذلك خلال منتدى الاستثمار السوري–السعودي، حيث قام بجولة ميدانية في معمل الإسمنت بعدرا بريف دمشق بهدف إعادة تأهيله ورفع كفاءة خطوط الإنتاج.
أوضح المهندس محمود فضيلة، مدير عام شركة عمران، في تصريح لـ سانا، أن الجولة تضمنت معاينة خطوط الإنتاج، وخاصة مطاحن الإسمنت وقسم التعبئة، لتحديد المشكلات الفنية التي أدت إلى خفض الطاقة الإنتاجية، واقتراح الحلول المناسبة لإعادة تأهيل المعدات ورفع كفاءتها، مما يساهم في خفض التكاليف وتقليل الهدر.
كما اطلع الوفد على مركز التدريب المهني في المعمل، وأجرى تقييماً لجاهزيته لاستضافة الدورات التدريبية المتفق عليها لتأهيل جميع العاملين في قطاع الإسمنت، بهدف تعزيز المهارات الفنية وتحسين الأداء التشغيلي.
وأشار فضيلة إلى أن المباحثات مع الوفد تناولت تطوير منتجات الإسمنت بما يلبي المواصفات القياسية السورية واحتياجات مرحلة إعادة الإعمار، بالإضافة إلى بحث إمكانية استخدام النفايات المدورة (R.D.F) كوقود بديل عن الفيول لتقليل الكلفة التشغيلية.
وبيّن فضيلة أن مجموعة إسمنت المنطقة الشمالية السعودية تعمل على مشروعين رئيسيين في سوريا، أحدهما لإنتاج الإسمنت الأبيض في شركة الفيحاء الشمالية، والآخر في شركة نجمة الشمال لإقامة خط إنتاج بطاقة 6000 طن كلنكر يومياً في منطقة أبو الشامات، بعد استكمال التراخيص اللازمة.
يذكر أن مذكرة التفاهم التي وُقعت في الـ 24 من تموز الماضي تهدف إلى إعادة تأهيل مصانع الإسمنت الحكومية في سورية، وتطوير الكوادر الفنية، ورفع الطاقة الإنتاجية بما يتوافق مع المواصفات السورية ومتطلبات إعادة الإعمار.
ويعد قطاع صناعة الإسمنت في سوريا من الركائز الأساسية لعملية إعادة الإعمار، إذ يشكل المنتج الرئيسي للبناء والتشييد في مختلف المشاريع السكنية والصناعية والبنية التحتية، وتضم البلاد عدة معامل حكومية رئيسية، أبرزها معمل إسمنت عدرا ومعمل إسمنت طرطوس، إضافة إلى معامل خاصة.
وقد تضرر هذا القطاع خلال سنوات الحرب، سواء من حيث البنية التحتية أو خطوط الإنتاج أو تأمين المواد الأولية والطاقة، ما أدى إلى تراجع الإنتاج وارتفاع تكاليفه، ومع تحسن البيئة الاستثمارية والانفتاح الإقليمي بعد تحرير سوريا من النظام البائد، بدأت وزارة الاقتصاد والصناعة والشركات الوطنية بالعمل على استقطاب استثمارات أجنبية وعربية لإعادة تأهيل المعامل وتطوير خطوط الإنتاج، بما يتماشى مع المواصفات القياسية المحلية والدولية، ويواكب الطلب المتزايد المتوقع في مرحلة إعادة الإعمار.