أثارت تصريحات رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بشأن طموحاته التوسعية لتحقيق مشروع "إسرائيل الكبرى"، تساؤلات حول حقيقة المخطط الصهيوني في المنطقة، وتوقعات بتداعيات تزيد من انعدام الأمن والاستقرار وتأجيج الصراع.
يرى حسن حردان أن هذه التصريحات بمثابة إحياء لمفهوم توسعي صهيوني يثير مخاوف لدى الشعب الفلسطيني والدول العربية والمجتمع الدولي.
دلالات تصريحات نتنياهو
- تأكيد التشبث بالأيديولوجية التوسعية: تعكس تصريحات نتنياهو تشبثاً بأيديولوجية "إسرائيل الكبرى" التي تتجاوز حدود فلسطين المحتلة، وتشمل ضمّ ما تبقى من الأراضي الفلسطينية المحتلة، وأجزاء من دول عربية مجاورة مثل الأردن وسورية ومصر، ولبنان والعراق والسعودية.
- رفض حل الدولتين: تُعدّ هذه التصريحات رفضاً صريحاً لمبدأ حلّ الدولتين، الذي يمثل الأساس لأيّ تسوية سلمية للصراع الفلسطيني ـ الإسرائيلي، حيث يتعارض مفهوم "إسرائيل الكبرى" مع إقامة دولة فلسطينية مستقلة على حدود عام 1967 وعاصمتها القدس الشرقية.
- رسالة للداخل والخارج: يوجه نتنياهو رسالتين: الأولى لجمهوره الداخلي لتعزيز قاعدته السياسية اليمينية المتطرفة وإرضاء شركائه في الائتلاف الحكومي، والثانية للمجتمع الدولي للإشارة إلى عدم اهتمامه بالضغط الدولي وتصميمه على تحقيق رؤيته.
الانعكاسات والتداعيات المتوقعة
- تأجيج الصراع والعنف: من المتوقع أن تؤدي هذه التصريحات إلى تصعيد التوتر في المنطقة وزيادة دورات العنف، حيث ستدفع الأعمال التوسعية الفلسطينيين إلى تأجيج المقاومة، مما يزيد من حالة عدم الأمن والاستقرار.
- تهديد أمن الدول المجاورة: عبرت دول عربية مثل الأردن ومصر عن قلقها الشديد من هذه التصريحات، واعتبرتها تهديداً مباشراً لسيادتها واستقرارها.
- تقويض الجهود الدبلوماسية: ستعطل هذه التصريحات أيّ جهود دبلوماسية إقليمية أو دولية للوصول إلى تسوية للصراع في المنطقة.
- زيادة عزلة "إسرائيل" الدولية: من المحتمل أن تزيد هذه المواقف من عزلة "إسرائيل" على الساحة الدولية، خاصةً مع تزايد الإدانات من قبل الدول العربية والمنظمات الدولية.
باختصار، تُعتبر تصريحات نتنياهو حول "إسرائيل الكبرى" مؤشراً واضحاً على توجهات الحكومة الإسرائيلية الحالية نحو التوسع والتطرف، مما يهدّد بتقويض أيّ فرصة للسلام، ويفتح الباب أمام المزيد من عدم الاستقرار والصراع في المنطقة.
تعبّر تصريحات نتنياهو التوسعية عما جاء في كتابه "مكان تحت الشمس" الذي نُشر في عام 1995، ويعتبر بمثابة برنامج أيديولوجي لنتنياهو.
أهمّ النقاط الأساسية التي وردت في الكتاب هي:
- مبدأ "السلام مقابل السلام": يرفض نتنياهو في كتابه مبدأ "الأرض مقابل السلام" ويطرح فكرة "السلام مقابل السلام"، بمعنى أنّ "إسرائيل" لا يجب أن تقبل بالانسحاب من الأراضي العربية التي تحتلها.
- الرفض التامّ للسيادة الفلسطينية: يؤكد الكتاب على ضرورة عدم قيام سيادة عربية في الضفة الغربية وقطاع غزة، ويقترح منح الفلسطينيين حكماً ذاتياً محدوداً فقط.
- تصوير الصراع كصراع حضاري: يرى نتنياهو في الكتاب أنّ الصراع مع الفلسطينيين هو جزء من صراع حضاري أكبر بين الحضارة الغربية التي تمثلها "إسرائيل"، وبين ما يصفه بـ "التطرف الإسلامي".
- التشكيك في النوايا الفلسطينية: يزعم الكتاب أنّ منظمة التحرير الفلسطينية تهدف إلى تدمير "إسرائيل".
بشكل عام، تعتبر تصريحات نتنياهو حول "إسرائيل الكبرى" استكمالاً وتطبيقاً عملياً للأفكار التي طرحها في كتابه "مكان تحت الشمس"، فهل تدرك الحكومات العربية الخطر الصهيوني، وأنّ محاولتها إبعاد نفسها عن الصراع لن يجنبها هذا الخطر التوسعي، لأنّ المشروع الصهيوني لا يقتصر على الاستيلاء على كلّ فلسطين التاريخية، وانما احتلال المزيد من الأراضي العربية في إطار تحقيق مشروع "إسرائيل الكبرى" الذي لا يشمل فقط بنظر نتنياهو، من النيل الى الفرات، الذي لا يزال شعاراً موفوعاً على مدخل الكنيست الصهيوني.. بل وايضاً احتلال العديد من الأراضي العربية (أخبار سوريا الوطن1-البناء)