شهد ريف حلب الغربي حالة تسمم جماعي، حيث تعرض العشرات من عناصر "الفرقة 64" التابعة للجيش السوري للتسمم. وأفاد مراسل عنب بلدي بوصول ما يقارب 150 عنصرًا من الفرقة إلى مستشفى دار عزة فجر الجمعة 15 من آب، وذلك بعد تناولهم أطعمة ملوثة.
أحمد الصالح، المدير الطبي لمستشفى الكنانة في دار عزة، صرح لعنب بلدي بأن المستشفى استقبل حوالي 150 حالة تعاني من إقياء وإسهالات وآلام بطنية. وأوضح أن معظم الحالات كانت خفيفة، حيث تم تخريج بعضها إلى المنازل، بينما تم إدخال البعض الآخر إلى المستشفى. ونظرًا لعدم القدرة الاستيعابية للمستشفى، والتي تبلغ 50 مريضًا، تم تحويل بعض الحالات إلى مستشفيات أخرى.
وأشار الصالح إلى وجود احتياجات للمستشفى من الأدوية التي تم استهلاكها، بالإضافة إلى نقص في بعض الأدوية الأساسية كالسيرومات الملحية والأدوية المضادة للإقياء وبعض الصابّات الحيوية.
وحول أسباب التسمم، رجح الصالح أن يكون السبب ناجمًا عن تناول مواد غذائية أو أطعمة ملوثة، مؤكدًا أن 90% من الحالات بسيطة ولا تستدعي القلق.
يذكر أن الشمال السوري شهد حالات تسمم عديدة بسبب تناول الأطعمة الفاسدة، نتيجة ارتفاع درجات الحرارة وسوء التخزين وعدم الاهتمام بالنظافة العامة. فسوء تخزين الأطعمة وعدم حفظها في الثلاجات وأجهزة التبريد خلال أيام الصيف يزيد من نمو الجراثيم والفيروسات المسببة للتسمم الغذائي.
من جهته، أوضح الطبيب محمود شحم، اختصاصي الأمراض الداخلية والهضمية، لعنب بلدي أن للتسمم الغذائي أسبابًا عديدة، أهمها الأسباب الجرثومية الناتجة عن تكاثر الجراثيم على الأطعمة بسبب ارتفاع درجات الحرارة، بالإضافة إلى الطفيليات والفيروسات والعضويات التي تنمو على الأطعمة.
بدوره، بين خالد السويد، طبيب اختصاصي أمراض داخلية وأمراض هضمية، لعنب بلدي أن أبرز أعراض التسمم الغذائي تتمثل في الألم البطني والقيء والإسهال بأنواعه، وقد يصاحبها ارتفاع في درجة حرارة الجسم وصداع وآلام عضلية ومفصلية.
وأكد الطبيب السويد أن الخطورة تكمن في حدوث الجفاف والإصابة بحالة من الوهن والتخليط الذهني والشعور الشديد بالعطش، مما يستدعي الإسعاف الفوري إلى أقرب مستشفى والعلاج الوريدي بالسيرومات والأدوية الأخرى.
كما لفت الطبيب محمود شحم إلى خطورة هذه الأعراض، موضحًا أنها قد تتسبب بصدمة نقص حجم، كالإسهال الذي يتطور إلى جفاف، والذي بدوره يسبب نقص حجم داخل الأوعية، وهو عامل خطر بالنسبة للتسمم الغذائي.