أعلنت "القيادة المركزية الأمريكية" (سينتكوم) عن عودة ما يزيد على 25,000 عراقي من المخيمات التي تأوي عوائل تنظيم "الدولة الإسلامية" في شمال شرقي سوريا. وتضم هذه المناطق، التي تسيطر عليها "قوات سوريا الديمقراطية" (قسد)، مخيمات مثل "الهول" و"روج".
أكدت "سينتكوم" في بيان لها يوم الجمعة الموافق 15 من آب، أن هذه العودة تعكس التزام الحكومة العراقية "الثابت" بهزيمة تنظيم "الدولة" بشكل مستدام وتحقيق الاستقرار في المنطقة. وأشارت إلى زيادة بنسبة 165% في عدد العراقيين العائدين من مخيمي "الهول" و"روج" في عام 2024 مقارنة بالعام الماضي، واصفة ذلك بأنه "تحول حاسم" نحو عمل أكثر "إلحاحًا وتنسيقًا".
وبحسب "سينتكوم"، ساهم هذا الارتفاع في عودة 80% من العراقيين الذين كانوا يقيمون في مخيم "الهول"، الذي يضم العدد الأكبر من اللاجئين، معتبرة هذا "الإنجاز" خطوة هامة للحد من تجنيد المتطرفين وإنهاء مرحلة أساسية من تبعات الهزيمة الميدانية لتنظيم "الدولة".
مساعٍ لإغلاق "الهول"
صرح وكيل وزارة الهجرة والمهجرين العراقية، كريم النوري، لوكالة الأنباء العراقية (واع) في 6 من آب الحالي، بأن أكثر من 15,000 عراقي عادوا من مخيم "الهول" بعد التدقيق الأمني لملفاتهم، دون تسجيل أي خروق أمنية. وأضاف أن 6,000 عراقي آخرين في المخيم ينتظرون العودة، مشيرًا إلى وجود مساعٍ دولية لإغلاق المخيم في أقرب وقت.
أوضح النوري أن المخيم كان يضم أكثر من 70,000 شخص من مختلف الجنسيات، بينهم أكثر من 30,000 عراقي، بينما لا يتجاوز عدد المتبقين حاليًا 10,000 عراقي. وأكد أن العراق واجه خيارين، إما ترك هؤلاء تحت رحمة تنظيم "الدولة" أو إعادتهم ببرامج مدروسة تشمل فرز الضحايا عن المتورطين ودمجهم في المجتمع، مؤكدًا العمل بالخيار الثاني بـ"شجاعة ومسؤولية".
وأشار إلى أن العملية تجري بالتعاون مع منظمات دولية مثل المنظمة الدولية للهجرة (IOM) وبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي (UNDP)، ومن خلال مركز التأهيل المجتمعي في مخيم "الجدعة" في العراق.
اتفاقية ترعاها واشنطن
تعلن "الإدارة الذاتية"، الذراع المؤسساتية العاملة في مناطق "قسد"، عن إخراج دفعات من قاطني مخيمي "الهول" و"روج" باستمرار، بلغت ذروتها في نيسان الماضي. ونقل موقع "العربي الجديد" عن مصادر عراقية أن اتفاقًا بين بغداد و"قسد" بواسطة التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة الأمريكية يهدف إلى تسريع إخلاء العوائل العراقية من مخيم "الهول".
وقال عضو لجنة الأمن والدفاع في البرلمان العراقي، ياسر وتوت، لموقع "العربي الجديد" في 7 من تموز الماضي، إن الاتفاق يقضي بتسيير رحلتين شهريًا لنقل العراقيين من مخيم "الهول" إلى مخيم "الجدعة" في محافظة نينوى، بعد إكمال التدقيق الأمني. وأضاف أن هذا يهدف إلى الإسراع بإخلاء المخيم من العوائل العراقية، مشيرًا إلى "جهود دولية كبيرة" يبذلها العراق لإنهاء هذا المخيم وسحب كافة رعايا الدول منه.