السبت, 16 أغسطس 2025 10:05 PM

تساؤل بي بي سي الصادم: هل قتل خمسة صحفيين مبرر لاستهداف واحد؟

تساؤل بي بي سي الصادم: هل قتل خمسة صحفيين مبرر لاستهداف واحد؟

في تطور أثار صدمة واسعة في الأوساط الصحفية والعالم أجمع، أثار مراسل في "هيئة الإذاعة البريطانية" (بي. بي. سي) سؤالاً يُعدّ من بين الأكثر إثارة للدهشة من الناحية الأخلاقية على الهواء مباشرة. تساءل المراسل: "هناك مسألة التناسب. هل من المبرر قتل خمسة صحافيين عندما يكون المستهدف واحداً فقط؟".

هذه المعادلة الرقمية للقتل جاءت خلال تغطية الإذاعة لعملية اغتيال إسرائيل لخمسة صحافيين فلسطينيين يعملون في قناة "الجزيرة" في غزة. بهذه الطريقة، وبقسوة عفوية ووحشية باردة، اختزلت "بي. بي. سي" حياة خمسة صحافيين، وهم مجموعة من البشر، إلى مجرد أرقام في سجل الخسائر "المقبولة".

لم تتعامل الإذاعة مع مقتل الصحافيين باعتباره جريمة حرب أو انتهاكاً لحرية الصحافة، بل تعاملت معه كقرار تكتيكي يمكن تقييمه من خلال ميزان الربح والخسارة. الفرضية الضمنية هنا هي أن عدداً من القتلى من الصحافيين قد يكون "مبرراً" إذا اعتُبر الهدف العسكري مهماً بما يكفي.

ربما الأمر الأكثر إثارة للصدمة في هذا السؤال هو الطريقة الاعتيادية التي طُرح بها. فقد طرح المذيع السؤال بنفس النبرة التي قد تُستخدم عند الحديث عن أحوال الطقس أو حركة المرور.

ما يجعل نهج "بي. بي. سي" مقلقاً للغاية هو الطريقة التي جرد بها الضحايا من كل أثر للإنسانية. هؤلاء لم يكونوا مجرد أرقام أو أهدافاً عسكرية، بل كانوا صحافيين يعملون على الأرض، من بينهم أنس الشريف، المراسل المعروف في "الجزيرة"، الذي وثّق حياة الفلسطينيين في غزة. كل واحد من هؤلاء الخمسة كان له اسم، وزملاء يفتقدونه، وعائلات لن تراه مرة أخرى.

ومع ذلك، تحولوا في صياغة شبكة الإذاعة البريطانية إلى معادلة حسابية بسيطة: هل يعتبر موت خمسة أشخاص أضراراً جانبية مقبولة من أجل تحقيق هدف واحد مقصود؟ وكأن حياتهم لا قيمة لها إلا بقدر ارتباطها العددي بهدف عسكري.

عندما تخون وسائل الإعلام نفسها من خلال تأطير الوفيات كسؤال عن التناسب، فإن "بي. بي. سي" تقبل ضمنياً أن الصحافيين يمكن أن يكونوا أهدافاً مشروعة للعمل العسكري، طالما أن الأرقام "متوازنة".

يمثل هذا النهج خيانة عميقة لمهنة الصحافة نفسها. فالمؤسسات الإخبارية تتحمل واجباً أساسياً في الدفاع عن حرية الصحافة وسلامة الصحافيين في كل مكان. بدلاً من ذلك، قدمت "بي. بي. سي" غطاءً فكرياً للهجمات على الإعلاميين من خلال الإيحاء بأنه في ظروف معينة قد يكون قتل الصحافيين "مبرراً".

أخبار سوريا الوطن١-الأخبار

مشاركة المقال: