السبت, 16 أغسطس 2025 05:18 PM

السويداء: مظاهرات تثير الجدل بمطالبات بالانضمام لإسرائيل.. هل تعكس رأي المحافظة أم أجندة الهجري؟

السويداء: مظاهرات تثير الجدل بمطالبات بالانضمام لإسرائيل.. هل تعكس رأي المحافظة أم أجندة الهجري؟

شهدت محافظة السويداء مظاهرات رفع خلالها متظاهرون شعارات مؤيدة للاحتلال الإسرائيلي ولحكمت الهجري وميليشياته، مطالبين بضم المحافظة إلى الأراضي المحتلة في الجولان وفصلها عن سوريا. وتضمنت الهتافات دعوات لتدخل إسرائيلي لدعم هذه المطالب، مع رفض أي تفاهم مع الحكومة السورية، التي اتهموها بارتكاب المجازر، بينما وصفوا إسرائيل بـ "دولة العدل والقانون". يأتي ذلك في وقت يستعد فيه الاحتلال الإسرائيلي لتصعيد عملياته في قطاع غزة.

وحول ما إذا كانت هذه الأصوات تمثل أهالي السويداء، صرح الكاتب الصحفي والمحلل السياسي السوري حسام نجار لـ "حلب اليوم" بأن هذه المظاهرات "تكريس لخطوات مدروسة"، مشيراً إلى وجود جهات تعمل على وضع السيناريوهات بالتعاون مع أطراف أخرى تقدم الدعم والتمويل، وأن "قسد ليست بعيدة عن هذا الأمر". وأضاف أن "الشعب السوري الحر كان حريصاً على وحدة الصف"، وأن المطالبين بالانفصال هم "عملاء" يسعون لترسيخ خططهم عبر المسارات الدولية والعسكرية.

وكانت شخصيات بارزة في المجتمع الدرزي، من بينهم شيخا العقل حمود الحناوي ويوسف جربوع، قد رفضوا سياسات الهجري ومجموعاته، قبل أن يتراجعوا عن مواقفهم مؤخراً. كما عبر الشيخ ليث البلعوس عن رفضه لفكرة الانفصال، محذراً من استخدام الدروز كأداة لتنفيذ مشاريع خارجية، ومؤكداً على أهمية الحفاظ على وحدة سوريا. وقد سعى البلعوس إلى تعزيز التعاون مع الحكومة، لكن مساعيه لم تثمر بسبب تدخلات الهجري.

ويرى نجار أن جهات خارجية استغلت حاجة الناس، وخاصة الفقراء، لتعزيز فكرة التقسيم عبر أشخاص لديهم المال.

ردود فعل داخلية رافضة

أعرب بعض المتظاهرين عن رفضهم لرفع العلم الإسرائيلي، مؤكدين أنه لا يعكس رأي الجميع. كما رفضت صفحات مثل صفحة "السويداء الآن" فكرة رفع علم الاحتلال، معتبرة ذلك "خيانة لدماء الشهداء في غزة وسوريا".

وتذرع المطالبون بالانفصال بما أسموه حق تقرير المصير، معربين عن شكرهم لإسرائيل على دعمها لميليشيات الهجري. وحول ذلك يقول نجار: "عندما يطالب البعض بحق تقرير المصير فعن أي حق يطالبون؟"، مشيراً إلى أن هذا الأمر قد يفتح الباب أمام مطالب مماثلة في مناطق أخرى.

وأضاف أن الوضع في السويداء يتأثر بقوة حكمت الهجري، الذي تمكن من خلال الضغط من تغيير مواقف الشيخين حمود الحناوي ويوسف الجربوع. وأشار إلى أن ليث البلعوس وجماعته غير قادرين على التأثير بشكل كبير بسبب قوة الهجري العسكرية.

وتستمر قوافل الإغاثة في الدخول إلى المحافظة بالتنسيق بين الحكومة السورية والهلال الأحمر والمنظمات الإنسانية، إلا أن الميليشيات تسيطر على توزيعها.

مشاركة المقال: