الأحد, 17 أغسطس 2025 08:22 PM

سوريا: موجة الحر الشديدة تضعف أداء الطاقة الشمسية وتفاقم أزمة المياه

سوريا: موجة الحر الشديدة تضعف أداء الطاقة الشمسية وتفاقم أزمة المياه

شهدت معظم المحافظات السورية منذ بداية الأسبوع الماضي ارتفاعاً كبيراً في درجات الحرارة، وهو مستوى غير مسبوق في هذا الوقت من العام. وقد أثر ذلك بشكل مباشر على كفاءة عمل منظومات الطاقة الشمسية التي يعتمد عليها السكان، خاصة في المخيمات والقرى التي تفتقر إلى الكهرباء الحكومية.

تسببت الموجة الحارة في ارتفاع درجات الحرارة بما يتراوح بين 6 و 8 درجات مئوية فوق المعدلات السنوية، لتستقر عند حوالي 42 درجة مئوية في مناطق عديدة. ووفقاً للمختصين، فإن هذا الارتفاع تجاوز "الحد الحرج" لتشغيل منظومات الطاقة الشمسية بكفاءة.

أوضح المهندس أنس رحمون، الناشط في أبحاث المناخ والبيئة، لـ"سوريا 24" أن: "أداء مشاريع ومنظومات الطاقة الشمسية يبدأ في التدهور عند تجاوز درجة الحرارة 34 درجة مئوية، وقد تتوقف عن العمل تماماً خلال ساعات الذروة، أي بين الساعة الحادية عشرة صباحاً والرابعة عصراً، عند تجاوز الحرارة 40 درجة. وهذا ما نشهده حالياً، حيث تهدد الحرارة المرتفعة قدرة هذه المنظومات على تزويد الأسر بالكهرباء في وقت هم في أمس الحاجة إليها".

يعتمد عشرات الآلاف من النازحين في مخيمات شمال غربي سوريا، بالإضافة إلى سكان الأرياف المحرومة من الشبكة الكهربائية، على ألواح الطاقة الشمسية لتشغيل المراوح والثلاجات ومضخات المياه. ومع انخفاض كفاءة الألواح بسبب الحرارة، يجد السكان أنفسهم غير قادرين على تبريد مياه الشرب أو حفظ المواد الغذائية.

تحدث محمد الأحمد، أحد سكان مخيمات أطمة، عن المعاناة قائلاً: "منذ أيام، لا تعمل الثلاجات إلا لساعات قليلة جداً، والمياه التي نحصل عليها من الآبار تأتي ساخنة. أطفالنا لا يستطيعون النوم في هذا الحر، والمراوح لا تعمل إلا لفترات قصيرة. نحن نعيش تحت الشمس الحارقة في الخيام، وأي خلل في الطاقة يزيد الوضع سوءاً".

يحذر الخبراء من أن استمرار هذه الموجة دون حلول بديلة قد يدفع العديد من الأسر إلى اللجوء إلى وسائل بدائية للتبريد، أو التوقف عن استخدام الأجهزة الكهربائية نهائياً خلال النهار، مما يزيد من المخاطر الصحية، خاصة على الأطفال وكبار السن والمرضى.

في ظل غياب بدائل للطاقة في معظم المناطق، تظل موجات الحر الشديدة اختباراً قاسياً لقدرة السكان على التكيف، وتذكيراً بمدى هشاشة البنية التحتية في البلاد.

مشاركة المقال: