أعرب عدد من المرضى في محافظة حماة لـ«الوطن» عن استيائهم من الارتفاع الملحوظ في أسعار العديد من الأدوية، وخاصة أدوية الأمراض المزمنة، على الرغم من انخفاض تكاليف الصناعة الدوائية. وتساءلوا عن أسباب هذه الظاهرة وسبل معالجتها، مشيرين إلى وجود تفاوت في أسعار بيع الأدوية بين صيدلية وأخرى، وحتى للدواء نفسه المنتج من الشركة ذاتها.
وفي مدينة سلمية، طالب العديد من المواطنين بزيادة عدد الصيدليات المناوبة يومياً، مع الأخذ في الاعتبار توزيعها المكاني، حيث تقتصر المناوبة على صيدليتين فقط في اليوم، على الرغم من اتساع الرقعة الجغرافية للمدينة، مما يتسبب في معاناة شديدة للمرضى المحتاجين للأدوية بسبب المسافات الطويلة بين الصيدليات.
ورداً على هذه التساؤلات، أوضح نقيب صيادلة حماة، ماجد قدور، لـ«الوطن» أن الدواء السوري يعتبر من أرخص الأدوية مقارنة بدول الجوار، حيث يقل سعر أكثر من 70% من الأدوية عن دولارين. وأشار إلى أن المشكلة الحقيقية تكمن في انخفاض دخل المواطن.
وأضاف أن النقابة تعمل حالياً مع الجهات المختصة على وضع أسس ومعايير تسعير عادلة للجميع، تهدف إلى خدمة المواطن بشكل أساسي وتراعي دخله، مع ضمان استمرارية الإنتاج للمعامل. وأكد أن سعر الدواء نفسه المنتج من الشركة ذاتها موحد، وأن بيعه بسعر أقل أو أكثر يعتبر مخالفة لقوانين المهنة، ويعاقب من يثبت عليه ذلك.
وذكر أن عدد الصيدليات في المحافظة يبلغ حوالي 1390 صيدلية، وأن النقابة ومديرية الصحة تنفذان جولات دورية لتفقد سير عمل الصيدليات والتأكد من عدم وجود مخالفات، وفي حال وجودها يتم اتخاذ الإجراءات القانونية اللازمة بحق المخالفين للحفاظ على سير المهنة ضمن القوانين الناظمة.
وفيما يتعلق بمناوبة الصيدليات في سلمية، أوضح قدور أن توزيع المناوبات يتم حسب التوزيع الجغرافي للصيدليات في المناطق، مع مراعاة تغطية المنطقة والمسافة بين الصيدليات المناوبة. وأشار إلى أن معظم صيدليات سلمية تقع ضمن توزيع جغرافي ممتد على مسافة 1.5 كم، وبالتالي فإن وجود صيدليتين مناوبتين يعتبر كافياً في الوقت الراهن. وأكد أن النقابة تعمل بشكل دائم على تحديث البيانات ودراسة إمكانية زيادة العدد بما يراعي خدمة المواطن ومصلحة الصيدلاني.
وعن مدى توافر الأدوية الضرورية للمرضى ومعامل الأدوية في سوريا وحماة، ذكر أن معظم الأدوية الضرورية متوافرة، حيث يوجد حالياً في سوريا أكثر من 85 معملاً يعمل في السوق الدوائية، بالإضافة إلى 35 معملاً قيد التجهيز، وأكثر من 40 معملاً قيد الترخيص. وأضاف: "نحن مقبلون على سوق دوائي تنافسي ضخم"، مشيراً إلى وجود نحو 6 معامل دوائية في حماة، بالإضافة إلى 7 معامل أخرى (تجميل- أغذية أطفال- غازات طبية).
حماة- محمد أحمد خبازي