أثارت كلية الفنون الجميلة بجامعة دمشق جدلاً واسعاً بعد إصدارها قراراً يقضي بمنح علامة الصفر لأي طالب يقدم مشروع تخرج يتضمن أعمالاً فنية تعتمد على الموديل العاري في النحت والتصوير والحفر. وبررت الكلية هذا القرار بأنه يتماشى مع الثوابت الأخلاقية والمجتمعية.
في سياق متصل، وفي تعليق ساخر، أشار موقع "سناك سوري" إلى أن هذا القرار يأتي في بلد شهد مجازر وانتهاكات وحرباً استمرت 14 عاماً دون أن تمس هذه الثوابت. ونقل الموقع عن مواطن يدعى "خجلان المستحي" قوله إنه يشعر بالخجل والحياء عند مشاهدة تماثيل عارية، معتبراً أن الجيل الجديد أمانة يجب حمايتها من هذا "التعري" الذي وصفه بأنه من "صنيعة الغرب المتآمر".
وأضاف "المستحي" أن الحفاظ على الحشمة في الأعمال الفنية يتوافق مع الثوابت الأخلاقية والمجتمعية، مؤكداً أن الشعب السوري محافظ. ورداً على من يرون أن الجيل الناشئ قد عايش ويلات الحرب والجرائم، اعتبر "المستحي" أن الأمر مختلف، معترضاً على السماح بتشكيل "الأصنام" في كلية رسمية وجامعة حكومية، ومتسائلاً عما إذا كان البعض يعبدونها سراً كما حدث في ساحة سعد الله الجابري في حلب.
يذكر أن هذه ليست المرة الأولى التي تبدي فيها الجهات الرسمية حرصها على "الحياء العام"، ففي عام 2019، أقدم طلاب من الكلية نفسها على نحت تماثيل على أشجار في دمشق، ما أثار استياءً شعبياً ودفع مديرية الثقافة لإزالة المنحوتات.
وقد لاقى القرار الأخير ترحيباً من بعض الأوساط التي أكدت على ضرورة تعميم كتاب يشرح أسبابه للجيل الناشئ تحت عنوان "علامة الصفر للموديل العاري في أعمال النحت والحفر".